لماذا يحبها ترامب ويرفضها العرب؟ جورجيا ميلوني.. الزعيمة اليمينية التي قسمت العالم

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تتصدر رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني المشهد الأوروبي منذ وصولها إلى الحكم عام 2022، لتصبح أول امرأة تقود حكومة إيطاليا.

لكن خلف هذا الصعود اللافت، تتباين المواقف من شخصيتها بين إعجاب المحافظين الغربيين بقيادة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ورفض عربي واسع لمواقفها من الإسلام وفلسطين.

من الجذور القومية إلى قمة السلطة

ولدت جورجيا ميلوني في روما عام 1977، وبدأت نشاطها السياسي في صفوف التيار القومي اليميني منذ المراهقة.

ترأست حزب «إخوان إيطاليا» الذي يُعد امتدادًا لأحزاب ما بعد الفاشية، ورفعت شعارات الهوية الوطنية، والحفاظ على القيم المسيحية والتقليدية، لتصبح رمزًا لصعود اليمين الأوروبي الجديد.

ترامب يرى فيها "الزعيمة المثالية"

يعتبر دونالد ترامب ميلوني حليفة فكرية، تتقاطع معه في ملفات الهجرة، والسيادة الوطنية، والقيم الأسرية المحافظة.

أشاد ترامب بها مرارًا، ووصفها بأنها “زعيمة شجاعة تدافع عن بلادها”، مؤكدًا أنها تمثل نموذجًا للقائد القومي القوي القادر على تحقيق التوازن بين مصالح أوروبا وأمريكا.

ويقول محللون إن العلاقة بين الجانبين تتجاوز الإعجاب الشخصي إلى تنسيق سياسي فعلي في قضايا الأمن والطاقة والتجارة.

العرب يرون فيها الوجه القاسي لليمين الأوروبي

على الجانب الآخر، تتعرض ميلوني لانتقادات حادة في العالم العربي والإسلامي.

فقد شددت حكومتها الرقابة على بناء المساجد، وفرضت قيودًا على ارتداء النقاب والرموز الدينية، معتبرة ذلك “حماية للهوية الإيطالية”.

كما دعمت إسرائيل في حربها على غزة ورفضت الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ما جعلها متهمة أمام المحكمة الجنائية الدولية بـ“التواطؤ في جرائم الإبادة”.

مظاهرات ضد ميلوني في إيطاليا

تواجه ميلوني احتجاجات داخلية متكررة بسبب سياساتها الأمنية، إذ أقرّت حكومتها قانونًا جديدًا يوسع صلاحيات الشرطة ويقيّد التظاهرات.

وشهدت المدن الإيطالية إضرابات واسعة دعماً لفلسطين، ومظاهرات طلابية تحت شعار “No Meloni Day” اعتراضًا على سياسات التعليم والتمييز الطبقي.

ويرى مراقبون أن هذه الاحتجاجات تُظهر اتساع الفجوة بين الحكومة والشارع الإيطالي.

خبراء: اليمين القومي يُعمّق الانقسام

يرى خبراء السياسة الدولية أن صعود ميلوني يعكس تنامي موجة اليمين القومي في أوروبا، لكنه في الوقت نفسه يزيد حدة الاستقطاب بين الغرب والعالم العربي.

ويؤكد محللون أن حلّ الأزمات الدولية يتطلب قيادات تنتهج الحوار والتفاهم، لا الخطابات المتشددة التي تُغذي الكراهية والانقسام.

وبين إعجاب ترامب ورفض الشارع العربي، تظل جورجيا ميلوني نموذجًا للزعيم اليميني الأوروبي الذي يحاول الموازنة بين القومية والواقعية السياسية، في عالم يتغير بسرعة ويزداد انقسامًا بين الشرق والغرب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق