هدى زكريا: الأعداء عرفوا أنهم لن ينتصروا علينا عسكريا فتسربوا إلينا ثقافيا

هدى زكريا: الأعداء عرفوا أنهم لن ينتصروا علينا عسكريا فتسربوا إلينا ثقافيا
هدى
      زكريا:
      الأعداء
      عرفوا
      أنهم
      لن
      ينتصروا
      علينا
      عسكريا
      فتسربوا
      إلينا
      ثقافيا

استضافت مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك حفل توقيع "نوفيلات" أميرة بهي الدين الصادرة عن دار مكان للنشر والتوزيع، وناقش النوفيلات كل من الدكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع، والناقد والمؤرخ شعبان يوسف والدكتور زياد عبد التواب، والكاتبة والقاصة هناء متولي.

أميرة بهي الدين

وقالت الدكتورة هدى زكريا: "أميرة بهي الدين تنتمي لجيل مثقف ارتبط بكبار الأدباء وتربى على أدب شكبير، والحقيقة أن لدينا في علم الاجتماع فرع يسمى علم اجتماع، وهذا العلم ينظر للأدب باعتباره مادة تحليلية، ومن هنا فقد لاحظت أن أميرة بهي الدين تتنفس قراءة ومشاهدة ومعايشة ومتابعة إلى جانب مهنة صعبة جدا هي مهنة المحاماة.

وأضافت: “تمنح أميرة أبطالها حرية غير مسبوقة، وتستخد تقنية سينمائية فكانها تنظر من عدسة كاميرا وتسجل التحولات الاجتماعية والثقافية التي آلمتها كامرأة وإنسانة في مجتمع يؤذي النساء”.

وتواصل: "عندما نقرأ لمحفوظ ويوسف إدريس نلاحظ في رواية كبيرة اسمها القاهرة 30 أن بطلها محجوب عبد الدايم ضحى بأغلى شيء يملكه من أجل الوظيفة، ضحى بشرفه، ومن هنا تقوم ثورة 52 يوليو من أبناء الطبقة المتوسطة، والكثير من الكتاب أخفوا ما لديهم من أفكار ومشاعر ولكن أميرة تحب بلا أي حسابات أو مقابل ولا يجد القارئ لديها بابا يطرقه هي فتحت الباب وقالت من أحببنا أحببناه".

وأكملت: "أميرة ابنة تجربتها، وهي التي قررت أن تمنحنا خلاصة التجربة وإن لم تفقدها التجربة براءتها، وهنا أحب أن أتطرق لمسألة، فهي عندما ذكرت الراحلين لدول الخليج ذكرت تعبيرا في منتهى القوة والجمال الرجل النصفان، لأن الحقيقي أن جميع من خرجوا من مصر المحروسة تعلقت قلوبهم بها، واكتشفوا أن رحلة البحث عن المال رحلة بلا جدوى.

وواصلت: أبطال أميرة بهي الدين حائرون، بين مواقعهم الاجتماعية، ولا بد هنا أن نسجل لبهي الدين أنها عاشت وعايشت فترة قوة الضمير الجمعي، حين تروي عن الرجل الذي احتضن الإرهابي لينفجر معه، وحين تروي عن آخر مشهد في غاية الشجاعة، فكل هؤلاء مرتبطون بالضمير الجمعي وهناك صدمة بمحاولات تفكيك وتمزيق ضميرنا الجمعي، فأعداؤنا عرفوا أنهم لن ينتصروا عسكريا فحاولوا الانتصار ثقافيا، فتسربوا إلينا ولا بد أن نعرف أن مرض المراهقة السياسية يستشري لدى النخبة فيحولها لمفعول به ثقافي بدلا من أن يلعب هؤلاء دور الفاعل الثقافي، وأثناء قراءتنا لأميرة بهي الدين تجد نفسك تلهث وراء الشخوص، هؤلاء  الذين تمكن الخوف من قلوبهم، فأبطال أميرة متمردون إلى أقصى مدى ويحلمون بالخروج من هذا العالم المحدود المسيطر بقوانينه، لكنهم لا يريدون أن يفقدوا الذاكرة الفردية والاجتماعية وعند أميرة بهي الدين يختلط الواقع بالخيال لدى الأبطال.

الدكتورة هدى زكريا

واختتمت: “السؤال هنا كيف احتفظت أميرة في الذاكرة الجهنمية بكل تلك الأحداث التاريخية أثناء انفعالها بالقراءة لكتب التاريخ والشعر والمسلسلات، فهي تتذكر مشاهد سجلتها المسلسلات مثل اللقطة الشهيرة لفتح الكوبري على المظاهرات وتستدعي نجيب سرور وأمل دنقل لكنها بحكم المهنة لا تدعهم دون أن تكشف ما يختلج في أعماقهم المرتبكة من تناقضات ولا تعفي القارئ من الانتباه بكل حواسه ورأسه مليئة بالأسئلة التي لا تجد لها إجابة وافية”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق لاتفيا تطرد 800 مواطن روسي
التالى قيادى فى حماس يكشف موعد الإفراج عن الرهائن فى غزة