حذر الدكتور عائد ياغي، مدير جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في غزة ومنسق القطاع الصحي في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، من التدهور المتسارع في الأوضاع الإنسانية داخل قطاع غزة.
وأكد خلال مداخلة عبر القاهرة الإخبارية، أن معاناة السكان بلغت مستويات غير مسبوقة وسط انشغال العالم بالحرب بين إيران وإسرائيل.
وقال: "الأوضاع في غزة تتفاقم يومًا بعد يوم، ومع بدء التصعيد بين إيران وإسرائيل، تراجع الاهتمام الدولي بما يجري في القطاع، رغم استمرار المجازر بحق المدنيين، وارتفاع أعداد الشهداء بشكل مأساوي".
وكشف أن مئات الفلسطينيين استشهدوا خلال الأيام الأخيرة، غالبيتهم من الذين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية أو يبحثون عن سبل للبقاء على قيد الحياة.
وأوضح أن عدد الشهداء الذين سقطوا أثناء انتظارهم للمساعدات وحدهم تجاوز 540 شهيدًا، فيما بلغ إجمالي عدد الشهداء أكثر من 56 ألفًا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 131 ألف جريح.
وأضاف ياغي: "المستشفيات لم تعد قادرة على استقبال أي مصابين جدد، كما رأينا مشاهد صادمة لجرحى يتلقون العلاج على الأرض في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية".
وفيما يتعلق بالمساعدات، أكد أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يفرض قيودًا صارمة على إدخال الإغاثة، حيث يسمح بدخول عدد محدود من الشاحنات، لا يلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان.
وأشار إلى أن الآلية التي تفرض لتوزيع المساعدات "تمس بكرامة الناس"، ووصفها بأنها "مصائد موت حقيقية" تسببت في سقوط المزيد من الضحايا.
وتابع أن هذه الآلية رفضتها جميع منظمات الإغاثة والهيئات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، نظرًا لمخالفتها لمبادئ العمل الإنساني، إلا أن الاحتلال يواصل فرضها بدعم أمريكي، رغم الإجماع الدولي على رفضها.
وأكمل: “المنظمات الدولية تملك الخبرة والكوادر اللازمة لتوزيع المساعدات بطريقة آمنة وفعالة، لكنها لا تملك القوة لفرض ذلك على الأرض"، لافتا إلى أن الاحتلال يستخدم المساعدات كسلاح جديد ضد الفلسطينيين، إلى جانب سلاح القتل والتدمير الذي لم يتوقف منذ أكثر من عشرين شهرًا.
