ميلاد حنا: رداء الكهنة الأسود للمصريين له علاقة برداء "كهنة الفراعنة"

ميلاد حنا: رداء الكهنة الأسود للمصريين له علاقة برداء "كهنة الفراعنة"
ميلاد
      حنا:
      رداء
      الكهنة
      الأسود
      للمصريين
      له
      علاقة
      برداء
      "كهنة
      الفراعنة"

تحدث د.ميلاد حنا صاحب "الأعمدة السبعة للشخصية المصرية" الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده حيث ولد في مثل هذا اليوم من عام 1924، تحدث عن رؤيته للمسيحية والإسلام في مصر، وذلك في مقال نشره على صفحات مجلة إبداع.

ميلاد حنا

يقول ميلاد حنا: "أعتقد أن الإسلام والمسيحية في مصر قد ارتكزا ثقافيًا على ممارسات الحضارة الفرعونية القديمة، ومن هنا فإن هذه المساحة المشتركة بين المسيحية والإسلام هى خصوصية مصرية لأن كلا منها يشترك مع الآخر في جانب كبير من مفاهيم الحضارة الفرعونية وتقاليدها، ويبدو ذلك واضحًا في كثير من الممارسات داخل الكنيسة القبطية التي لا توجد لها جذور إلا في الحضارة الفرعونية، فالموسيقى والألحان لا بد وأن تكون محصلة الموسيقى فى الحقبة الفرعونية ثم الحقبة «اليونانية - الرومانية، لذلك لا استغرب هذا التشابه الواضح بين الحان الأذان وقراءات القرآن وبين الحان القداس القبطى وكنت المس - عندما كنت أذهب للعزاء في السودان (ويسمونه هناك البكا) أنهم يحضرون أسطوانات لمقرئين مصريين، ربما لارتباطاتهم التاريخية بتراث مصر من خلال بلاد النوبة.

المسيحية والإسلام

ويضيف حنا:"أتصور أن الرداء الأسود الذي يلبسه الكهنة المصريون لابد أن تكون له علاقة ما برداء الكهنة لدى الفراعنة، بل ربما تكون فكرة وجود أكليروس أى رجال دين استمرارًا لمفاهيم الكهنوت لدى الفراعنة، وكذلك صحن الكنيسة وتقسيماتها الداخلية وما يسمى الهيكل وصولًا لـ«قدس الأقداس، الذي يدخله رئيس الكهنة كل - سنة ليكفر عن نفسه وعن كل الشعب وكذلك المذبح والبخور وما إلى ذلك، وكمهندس معماري لا أتصور المنارة أو المئذنة إلا تطويرًا لفكرة المسلة أو المسلتين، في مدخل معبد الأقصر تأكيدًا لشخصية المعبد ودعوة الناس للدخول إلى رحابه.

ويكمل:"وقد استوقف نظري فقرة جاءت في الجزء الأول من كتاب “أصوامنا العامة السبعة” للأنبا أغريغوريوس أسقف عام البحث العلمي والثقافة القبطية إذ يقول: “وفى مصر القديمة وبشهادة هيرودوت تبين أن المصريين القدماء كانوا يصومون ثلاثة أيام من كل شهر” ولاحظ هيرودوت أنهم كانوا - أيامها، وربما بسبب ذلك الصوم - من أكثر الشعوب صحة، وتوجد شواهد كثيرة على تأثير الإسلام في مصر بكل ما سبقه من حضارات وهى الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية، بل يتميز الإسلام فى مصر من وجهة نظري بأنه استوعب وتجاوز الخلافات المذهبية داخل الإسلام ذاته.

يواصل:"لذلك فإن لمصر أن تفخر بأن بها إسلامًا واحدا بخلاف كل الدول الإسلامية الأخرى حيث التناحر - ظاهر وخفى ‏ بين الفرق والمذاهب المختلفة، ذلك أن مصر صارت شيعية مع دخول الفاطميين إلى مصر، ولذلك أنشأوا الجامع الأزهر نسبة إلى "فاطمة الزهراء"، وقد بدا ينتشر فكرا شيعيًا في أول الأمر ولكن مع دخول "صلاح الدين الأيوبي" إلي مصر تحول شعب مضر كله إلى السنة، لكنه - منطقيًا وطبيعيًا احتفظ بالكثير من العادات والممارسات الشيعية، ولعل أبرزها هو الاحتفالات بيوم "عاشوراء" والاهتمام بزيارة الاضرحة وبالذات التبرك بزيارة جامع سيدنا الحسين والسيدة زينب، ثم يأتي موضوع «شفاعة المشايخ» مثلما توجد شفاعة القديسين حتى لا تكاد تخلو محافظة‏ أو مدينة من شيخ شفيع فهناك “أبى العباس” فى الإسكندرية و"سيدى إبراهيم" فى دسوق و"السيد البدوى" فى طنطا وهكذا.

وأتصور أن ذلك امتداد حضاري وتاريخي لشفاعة السيدة العذراء ومار جرجس والست جميانة والشهيد أبو سيفين لدى الأقباط وأزعم أن هذا قد يكون امتدادا للممارسات الفرعونية القديمة فإلى جوار الآلهة الكبرى أمون وآتون ورع التي كانت تعبد في مصر كلها كان هناك آلهة محليون في كل مدينة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عاجل.. إسرائيل تمدّد أمر تعبئة جنود الاحتياط حتى 10 يوليو
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل