قال الإعلامي أسامة كمال، إن ما يحدث الآن من تحركات دولية ليس جديدًا، بل له جذور تاريخية تعود لعقود مضت، مشيرًا إلى أن ما يعرف بـ"عملية أجاكس" كانت نموذجًا لتدخل خارجي في شئون الدول، موضحًا أن هذه العملية شهدت دفع أموال وتحريك الشوارع وترتيب انقلاب أطاح بحكومة محمد مصدق المنتخبة في إيران عام 1953، وأعاد الشاه إلى الحكم، حيث بقي حتى قيام الثورة الإسلامية، مشيرًا إلى أن ابنه اليوم يسعى لتغيير النظام من شقة في باريس، التي كانت أيضًا مقرًا للخميني قبل عودته لإيران.
وأضاف كمال، خلال حلقة برنامج “مساء DMC”، والمذاع عبر فضائية DMC، أن الولايات المتحدة كررت السيناريو ذاته في جواتيمالا عام 1954، حيث حاول الرئيس المنتخب ياكوبو أربيناس تنفيذ إصلاح زراعي شمل أراضي كانت تملكها شركة أمريكية تدعى "يونايتد فروت"، فاعتبرت واشنطن ذلك تهديدًا لمصالحها، وقامت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" بتنفيذ انقلاب أدى إلى اندلاع حرب أهلية استمرت 36 عامًا، وأسفرت عن مقتل أكثر من 200 ألف إنسان.
وأوضح أنه في تشيلي عام 1973، الرئيس المنتخب سلفادور أليندي، وهو سياسي يساري، أطيح به عبر انقلاب دموي قاده الجنرال أوجوستو بينوشيه بدعم أمريكي، لأن واشنطن كانت ترى أن كل يسار هو خطر شيوعي.
غزو العراق عام 2003
كما تحدث كمال عن غزو العراق عام 2003، مشيرًا إلى أن أمريكا شنت الحرب بحجة وجود أسلحة دمار شامل، وهي حجج تبين لاحقًا أنها زائفة، وكان الهدف الحقيقي هو إسقاط النظام، ونهب الثروات النفطية، وإعادة تشكيل المنطقة، مشيرًا إلى أن النتيجة كانت انهيار العراق، وتصاعد الطائفية، وصناعة الإرهاب وتصديره للعالم.
أما في سوريا، فقال إن أمريكا لم تنفذ انقلابًا مباشرًا، لكنها دعمت جماعات مسلحة تحت شعار دعم "الثورة والثوار"، وهو ما كان له تبعات كارثية.