صدر حديثًا عن المركز القومي للترجمة الطبعة العربية من كتاب "حياتي ومغمراتي" تأليف أرمينيوس فامبيري وترجمة زكريا صادق الرفاعي وتقديم ماكس نوردو.
أدب الرحلات
ينتمي هذا العمل إلى تراث أدبيات الرحلة فى القرن التاسع عشر، وقد تضمن عرضا وافيا للمسيرة الحافلة والثرية للمستشرق الكبير "أرمينيوس فامبيري" (١٨٣٢-
١٩١٣م) وما تخللها من محطات شرقا وغربا، وما لاقاه من أهوال وعقبات فى رحلته إلى آسيا، وما تاقت إليه نفسه فى الوقت ذاته من طموحات وآمال، ولم يكن الكتاب مغامرات رحلة، ولكنه كان صفحة مهمة من أدبيات المسألة الشرقية خاصة بعد إماطة اللثام عن جانب من أوراقه المحفوظة بالخارجية البريطانية في عام 2005، وكشفت أن المؤلف كان عميلا مزدوجا لكل من إنجلترا والدولة العثمانية وإن كان ولاؤه في نهاية المطاف للأولى.
طبيعة الاستشراق
كما عبر الكتاب عن طبيعة الاستشراق في القرن التاسع عشر ليس فقط على المستوى الفردي ولكن أيضا على الصعيد المؤسسي وتنامي دور الجامعات والجمعيات الجغرافية في ظل الصراع الاستعماري المحتدم بين القوى الأوربية الكبرى آنذاك، ولم تخل صفحات الكتاب من بعض المبالغات من قبل المؤلف في عدة مواقف، ورغم ذلك فإنه قد جسد بحق الإطار المرجعي الذي شكل رؤى وتطلعات الأغلب الأعم من نخبة العصر الفيكتوري تجاه الشرق وحضارته بصفة عامة.
