"هجوم بلا دخان".. السلاح السيبراني يفرض واقعًا جديدًا في خرائط المواجهة العالمية

قال أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، إن الحروب الحديثة تحولت من صراخ المدافع إلى صمت الشِفرات، موضحًا أنه في عصر تتصدر فيه التكنولوجيا عناوين المعارك، لم تعد الجيوش بحاجة إلى إطلاق رصاصة واحدة كي تعلن حربًا، بل باتت البُنى الرقمية للبنى التحتية هي الميدان الجديد للصراع.

أشار بدوي، خلال حديثه مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج "الساعة 6" على "الحياة"، إلى أن دولًا عديدة تبنّت هذا التحول، إذ تمكنت من إرباك خصومها عبر الهجمات السيبرانية، فقط، فتعطلت مطارات ومحطات كهرباء، وشُلّت أنظمة مياه كاملة، دون إطلاق طلقة واحدة.

وأشاد بدوي بخطى الدولة في هذا المضمار، لافتًا إلى أن توجيهات القيادة السياسية ركزت على تأسيس مراكز بيانات محلية، وتطوير تطبيقات وطنية تحصّن المواطن والمؤسسات من التبعية الخارجية.

وأوضح أن أكثر من 3 أرباع بيانات الدول تُدار من خارج حدودها، ما يعرّض الأمن السيبراني لهشاشة خطرة، مُضيفًا أن عددًا كبيرًا من المواطنين المصريين وقعوا ضحية لتطبيقات أجنبية تمكّنت من الوصول إلى بياناتهم بيسر.

وحذر من الممارسات اليومية التي تفتح الباب أمام تسريب المعلومات، مشيرًا إلى أن 74% من المصريين يتسوّقون عبر الإنترنت، كما دعا الجميع لتوخي الحذر، وعدم مشاركة بطاقاتهم المصرفية أو وثائقهم الرسمية مع أي متجر سواء كان محليًا أو عالميًا، مؤكدًا أن ذلك يُعد خرقًا صريحًا لقانون حماية البيانات الشخصية.