الخبير الاستراتيجى الإيرانى مصدق بور يتحدث لـ«الدستور»: الضربة الأمريكية استعراضية

قال الخبير الاستراتيجى الإيرانى، مصدق مصدق بور، إن الضربة الأمريكية الأخيرة التى استهدفت مواقع نووية داخل إيران، تُعد تطورًا خطيرًا فى مسار التصعيد الإقليمى، رغم وصفه لها بأنها «ضربة استعراضية»، وتأكيده أنها لم تخلف آثارًا استراتيجية تذكر على البرنامج النووى الإيرانى، معتبرًا أن التدخل الأمريكى المباشر فى المواجهة الدائرة يعد اعترافًا بالفشل الإسرائيلى. 

وأوضح الخبير الإيرانى، خلال حديثه لـ«الدستور»، أن الضربة الأمريكية وضعت المنطقة كلها على مفترق طرق، مشيرًا إلى أن القيادة الإيرانية تدرس بعناية الرد المناسب، وتوازن بين الرغبة فى الردع والحفاظ على عدم الانجرار إلى حرب شاملة، مع التنويه بأن استمرار الضغوط قد يدفع طهران لتغيير عقيدتها النووية، والاقتراب أكثر من النموذج الكورى الشمالى.

■ بداية.. كيف تقيّمون طبيعة وأهداف الضربة الأمريكية على إيران؟

- الهجوم الأمريكى الأخير على منشآت نووية داخل إيران كشف عن طبيعة المرحلة الجديدة من المواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وما جرى يمثل انتقالًا أمريكيًا من الدعم غير المباشر لتل أبيب إلى التدخل العسكرى المباشر، بعد فشل الهجمات الإسرائيلية المتكررة فى تحقيق أهدافها.

والولايات المتحدة كانت لسنوات تعتمد سياسة الظل فى التعامل مع الملف الإيرانى، من خلال تسليح إسرائيل وتوفير الغطاء السياسى والدعم الاستخباراتى والمالى، لكنها الآن دخلت المواجهة بشكل علنى، بعد مرور عشرة أيام على الضربة الإسرائيلية التى استهدفت طهران دون جدوى، وما حدث يعكس بوضوح أن إسرائيل لم تعد قادرة على التصدى منفردة لإيران، وهو اعتراف ضمنى بفشلها.

وعنوان الحملة، وهو استهداف البرنامج النووى الإيرانى، يعكس سوء تقدير استراتيجى من الجانب الأمريكى، لأن هذا البرنامج ليس مجرد منشآت أو أجهزة يمكن تفجيرها، بل فكرة علمية لا يمكن القضاء عليها بالقنابل، فيمكنك تدمير مبنى، لكن لا يمكنك محو عقل أو فكرة.

■ هل خلّفت الضربة الأمريكية أضرارًا حقيقية على البرنامج النووى الإيرانى؟

- الضربة الأمريكية لم تخلّف آثارًا استراتيجية، والأضرار- إن وجدت - محدودة جدًا، لأن البرنامج النووى الإيرانى مرن، وتم بناؤه ليكون قابلًا لإعادة التشغيل والتطوير بسرعة، حتى فى حال تعرضه لهجمات معادية.

وهناك شهود عيان قرب المواقع المستهدفة- خاصة فى قم- لم يبلغوا عن انفجارات كبيرة، ولم تُسجّل كثافات نارية أو أعمدة دخان كثيفة، كما أن صور الأقمار الصناعية لم تُظهر مؤشرات على دمار واسع فى منشأة فوردو، التى تُعد من أهم المواقع النووية الإيرانية، والضربة لم تكن ناجحة من الناحية العسكرية، ولا يمكن وصفها بالحاسمة أو الفعالة.

وهذا النوع من الضربات ليس سوى عمل استعراضى، والجانب الأمريكى، وتحديدًا الرئيس دونالد ترامب، كان يبحث دائمًا عن مكاسب دعائية سريعة، دون النظر إلى العواقب الاستراتيجية أو الالتزامات الدولية.

■ هل كانت طهران تتوقع هذه الضربة؟

- قبل تنفيذ الهجوم، بدأت بعض الجهات الإيرانية فى تمرير رسائل غير مباشرة إلى واشنطن عبر وسائل الإعلام والتقارير التحليلية، مفادها أن أى اعتداء يستهدف المنشآت النووية، وتحديدًا مفاعل فوردو، لن يحقق أهدافه المرجوة، بل سيكون فاشلًا من الناحية العسكرية والاستراتيجية.

وكانت الرسالة الواضحة أن إيران إما أخرجت بالفعل، أو كانت بصدد إخراج أجهزة الطرد المركزى المتطورة وكميات كبيرة من اليورانيوم المخصب بنسبة ٦٠٪ من مواقعها الرئيسية.

وتشير تقديرات دولية إلى أن كمية اليورانيوم التى تم إخراجها تصل إلى نحو ٤٠٠ كجم، وهو رقم لم يتم نفيه رسميًا من قبل طهران، ما يعزز من مصداقية تلك التقديرات. 

وخطوة الإخراج تمت كإجراء احترازى محسوب، وضمن ما يمكن اعتباره تكتيكًا وقائيًا هدفه تجنب أى خسائر مباشرة قد تصيب المواد أو الأجهزة الحيوية فى حال حدوث هجوم.

وفى أعقاب الضربة، صرّح أحد أعضاء لجنة الأمن والسياسة الخارجية فى البرلمان الإيرانى قائلا: إن المنشآت المستهدفة كانت قد أخليت بالكامل من محتوياتها قبل الضربة، ما يعنى أن الموقع الذى جرى استهدافه فعليًا كان خاليًا من أى مواد استراتيجية أو منشآت تشغيلية. 

ويؤكد هذا التصريح أن إيران كانت على دراية تامة بنوايا الطرف الآخر، واتخذت إجراءات استباقية لحماية مقدراتها النووية.

كما تؤكد هذه المعطيات أن نقل المواد وخصوصًا اليورانيوم إلى مواقع بديلة، بعضها سرى بطبيعة الحال، لم يكن مجرد احتمال، بل عملية تم تنفيذها بهدوء ودقة، ما يعكس درجة عالية من الجاهزية والتخطيط الأمنى والعسكرى.

■ هل يعنى ذلك أن إيران قادرة على العودة لاستئناف برنامجها النووى؟

- الطيران الأمريكى لم ينجح فى تحقيق أى خرق يُذكر، لا فى المفاعلات ولا فى أجهزة الطرد المركزى المتقدمة، فإيران تمتلك القدرة على استخدام عدد محدود من أجهزة الجيل الجديد لتحقيق نفس نتائج الجيل الأول، وهو ما يُضعف أثر أى هجوم.

والتطور التكنولوجى الحاصل فى إيران يسمح بإعادة ترميم أى ضرر فى وقت قياسى، وحتى لو افترضنا أن هناك أضرارًا، فإنها ستكون على المدى القصير فقط، أما على المدى المتوسط أو البعيد فإن إيران قادرة على العودة بسرعة إلى ما كانت عليه.

والرسالة الإيرانية كانت واضحة بعد الهجوم: «لن يُوقفنا شىء، ولن نتراجع عن حقنا المشروع فى تطوير قدراتنا العلمية».

كذلك، فإن الهجوم الأمريكى منح طهران فرصة لتعزيز الوحدة الداخلية، وأعطى مبررًا قويًا لعودة البرنامج، فالحرب النفسية التى تقودها واشنطن حاليًا ربما تكون أخطر من العمل العسكرى المباشر، لأنها تُصمم لاستهداف الوعى الجمعى داخل إيران، وتحاول خلخلة الثقة بين الشعب والدولة. 

ومع ذلك، لم تُفلح حتى اللحظة فى إثارة أى اضطرابات داخلية ذات وزن، فالشعب الإيرانى، رغم وجود معارضة تقليدية، يدرك أن الصراع الحالى خارجى، ويوحّد الصفوف عند تعرض الوطن لعدوان خارجى، ما يُضعف تأثير الحملات التحريضية الأمريكية.

■ ماذا عن تبعات هذا التصعيد على المستوى الاستراتيجى؟

- التصعيد الحالى بين الولايات المتحدة وإيران قد يُفضى إلى حرب شاملة فى المنطقة، لكن الأمر مرهون بعوامل متعددة، فى مقدمتها تهور إدارة ترامب، ونفوذ الجانب الإسرائيلى داخل البيت الأبيض، فإسرائيل سعت منذ عقود إلى جرّ الولايات المتحدة نحو مواجهة مباشرة مع طهران، وقد حاولت ذلك مرارًا عبر التحريض السياسى والعسكرى، ونجحت فى بعض المحطات، أبرزها اغتيال قاسم سليمانى، قائد «فيلق القدس»، الذى تم استهدافه فى مطار بغداد خلال زيارة رسمية. 

وبعد العملية، ظهر ترامب نفسه ليحمّل نتنياهو المسئولية، زاعمًا أنه هو من ورّطه، رغم أن السلوك التهورى كان طابعًا دائمًا على قرارات ترامب، لأن الرئيس الأمريكى شخصيّة نرجسية تميل إلى الاستعراض والاحتيال السياسى، ويعوّل بشكل كبير على الحرب النفسية والإعلامية، ويغرد باستمرار عبر منصات التواصل، محاولًا استغلال الفضاء الافتراضى لتوجيه رسائل مضللة إلى الداخل الإيرانى، والتحريض ضد الحكومة والنظام القائم فى طهران، أى أن الأمر لم يكن سلوكًا عارضًا، بل جزءًا من عقيدته السياسية، التى تقوم على التضليل والمراوغة.

واللافت أن ترامب لم يكن ثابتًا فى مواقفه، فبينما كان يرسل رسائل تفاوضية إلى طهران، كان فى ذات اللحظة يوقع على حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية، فى تناقض صارخ، لم يكن خافيًا حتى على أقرب المقربين إليه من طاقمه، الذين تصادم معهم واحدًا تلو الآخر، بدءًا من جون بولتون ومايك بومبيو، وصولًا إلى صدامات حديثة مع شخصيات مؤثرة مثل إيلون ماسك. 

وهذا النمط من القيادة غير المستقرة يُعزز مخاوف التصعيد، لأنه يفتقر إلى الاتزان الاستراتيجى، ويخضع فى كثير من الأحيان لتأثير شخصيات مثل نتنياهو.

أما من ناحية المؤسسة التشريعية الأمريكية، فإن الكونجرس لا يمنح تفويضًا واضحًا لحرب مفتوحة، لكن ترامب، بصفته رئيسًا، كان يعتمد على صلاحيات تنفيذية استثنائية قد تتيح له التحرك دون الرجوع إلى الكونجرس، ما يرفع من احتمالية اتخاذ قرارات انفعالية تُشعل فتيل الحرب دون توافق داخلى.

■ ماذا عن الرد الإيرانى؟

- هناك مؤشرات على أن طهران تدرس الرد بعناية، ولكنها تضع فى حساباتها تجنب التصعيد غير المحسوب. 

والتركيز حاليًا ينصبّ على حسابات الردع والردع المضاد، ومدى تأثير الضربة الأمريكية على البرنامج النووى، وليس الانجرار إلى مواجهة شاملة دون ضوابط، ولكن فى ظل هذا المشهد، تبقى احتمالية نشوب حرب إقليمية قائمة، لكنها تعتمد بدرجة كبيرة على قدرة الطرفين، خاصة واشنطن، على ضبط النفس، أو على العكس، مدى تهور قادتها وانصياعهم لضغوط إسرائيلية تدفع نحو مزيد من التصعيد.

المعطى الأخطر هو أن بعض الأصوات فى القيادة الإيرانية يرى أن الرد على العدوان الأمريكى لا يجب أن يستهدف القواعد الأمريكية فى المنطقة أو الأساطيل البحرية فى الخليج فقط، بل المصالح الحيوية التى تُعد العمق الاستراتيجى للولايات المتحدة، ما يفتح الباب لاحتمال اندلاع مواجهة إقليمية واسعة.

وعمومًا المنطقة على مفترق طرق، وقد يكون أى تحرك خاطئ سببًا لانفجار واسع، خصوصًا فى حال قررت إيران أن مصالح واشنطن فى المنطقة لم تعد خطوطًا حمراء، بل أهدافًا مشروعة للرد الاستراتيجى.

■ كيف ترون الموقف العربى من الحرب الدائرة؟

- اليوم هناك نهضة وصحوة عربية وإسلامية لا يمكن إنكارها، وهناك ملامح واضحة لتبدل مواقف العديد من الدول العربية تجاه ما يجرى، وبعض هذه التغيرات تأتى بدافع القلق من إيران، وتحديدًا من تداعيات أى رد عسكرى محتمل على الضربة الأمريكية الأخيرة.

وإيران كانت واضحة فى تصريحاتها، إذ أكدت أن أى رد سيكون موجهًا إلى المصالح الأمريكية والقواعد المنتشرة على أراضى بعض الدول العربية، وفى حال وقع هذا الهجوم ستكون هذه الدول فى موقف حرج، وربما تُجبر على دخول مواجهة لم تكن فى حسبانها.

لهذا، تسعى هذه الدول لتبنى مواقف أكثر حذرًا، بل ربما أقرب إلى الحياد، تجنبًا لتحمّل تبعات رد إيرانى واسع.

فى الوقت ذاته، هناك شريحة من المواقف الإقليمية لا تنطلق من الخوف من إيران بقدر ما ترتبط بسياسات إسرائيل وتوجهاتها، وهذه المجموعة من الدول العربية تخشى من التمدد الإسرائيلى وفرض مشروع «شرق أوسط جديد»، بزعامة تل أبيب، سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، وهى ترى أن انهيار إيران فى هذا الصراع لن يصبّ فى مصلحتها، بل قد يمثل بداية لانهيار موازين القوى التى كانت تتيح لها مساحة من الحركة والتوازن فى الإقليم، رغم الخلافات القائمة بينها وبين طهران.

وما يحدث الآن يتجاوز مجرد مواجهة عسكرية بين طرفين، فالحديث يدور عن إعادة تشكيل جغرافيا النفوذ فى المنطقة، وهو ما تدركه جيدًا عواصم عربية عديدة، خصوصًا بعد أن انسحبت إيران إلى حدّ كبير من سوريا ولبنان، بينما بقيت إسرائيل تمارس تهديداتها ضد سيادة الأراضى السورية وتتصرف كأنها دولة فوق القانون.

وفى ظل هذا الواقع، يفهم بعض الدول العربية أن إسقاط إيران فى هذه المرحلة يعنى تعزيز موقع إسرائيل وتحويلها إلى قطب أوحد فى المنطقة، ما يمثل تهديدًا مباشرًا لها، حتى وإن كانت هذه الدول على خلافات سياسية أو مذهبية مع طهران.

■ ما العوامل التى تكبح جماح الأطراف وتمنع تحول التصعيد الى مواجهة مباشرة؟

- هناك عدد من العوامل التى قد تكبح جماح الأطراف وتمنع تحول التصعيد إلى مواجهة مفتوحة متعددة ومعقدة، أولها يكمن فى تردد الولايات المتحدة نفسها، وخشيتها من تداعيات أى تصعيد مباشر على مصالحها الحيوية فى المنطقة، فالمنطقة ليست فقط ذات أهمية عسكرية أو سياسية، بل هى مركز ثقل اقتصادى عالمى، خاصة فيما يتعلق بالطاقة والنقل البحرى.

ومن أبرز النقاط الحساسة التى تُؤخذ فى الحسبان داخل دوائر القرار الأمريكى، احتمال إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز، أحد أهم شرايين الملاحة النفطية فى العالم.

ومع أن هذا السيناريو يُطرح دائمًا كخيار إيرانى استراتيجى، فإن بعض الأصوات داخل طهران ترى أن اللجوء إليه قد لا يكون ضروريًا فى هذه المرحلة، لأنه سيستدعى تشكيل تحالف دولى، بل ربما إقليمى، من كل الدول التى تتقاطع مصالحها مع استمرار انسياب التجارة والطاقة عبر مياه الخليج.

وهناك إدراك حقيقى بأن خطوة كهذه، وإن كانت مؤثرة، قد تفتح الباب أمام تدخلات دولية واسعة النطاق، وبالتالى تُنقل المعركة من إطار الردع والتوازن إلى صدام مباشر مع قوى كبرى، وهو ما قد لا يكون فى مصلحة إيران على المدى الطويل. 

لذا، تُفضل طهران فى هذه المرحلة أن تلوّح بالخيار دون أن تفعّله، كجزء من استراتيجية الضغط والردع دون الانزلاق إلى هاوية المواجهة المفتوحة.

وهناك أيضًا الضغوط الدولية، خصوصًا تلك التى تُمارس على الولايات المتحدة، والتى تشكّل عاملًا آخر من عوامل التوازن.

■ كيف ترى موقف الشعب الإيرانى تجاه العدوان؟

- يظل التلاحم الشعبى والسياسى داخل إيران عنصرًا مفصليًا، فرغم العقوبات والضغوط الاقتصادية وحملات التحريض الخارجى لم نشهد أى انتفاضة جماهيرية حقيقية تستهدف إسقاط النظام، فالشعب، رغم وجود معارضة تقليدية، يدرك أن الخطر خارجى، وعندما يتعلق الأمر بالسيادة الوطنية تتوحد الصفوف، باعتبار أن سقوط الدولة لا يعنى فقط سقوط النظام، بل يعنى تهديدًا وجوديًا للكيان بأكمله.

وهذا الإدراك الشعبى، إلى جانب الرسوخ المؤسسى للسلطة، يجعلان إيران قادرة على الصمود فى وجه التصعيد، ويمنحاها هامشًا أوسع للمناورة.

ومن هنا، يبقى العامل الأهم، هو مدى قدرة طهران على الحفاظ على هذا التوازن، واستثمار أدوات الردع دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة قد لا تكون فى مصلحة أى طرف.

■ أخيرًا.. ما تأثير التصعيد الحالى على مستقبل الملف النووى الإيرانى؟

- الأمر يخضع لعوامل متعددة، وبعضها يرتبط مباشرة بموقف إيران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، التى تعتبرها طهران غير منصفة ولا عادلة، بل ضارة بمصالح الدول التى لا تمتلك سلاحًا نوويًا، لأن الواقع يُظهر أن هناك دولًا نووية، مثل الهند وباكستان وكوريا الشمالية وحتى إسرائيل، لم تُجبر على الالتزام بهذه المعاهدة، ولم تتعرض لأى عدوان بسبب برامجها النووية. 

ومن هذا المنطلق، فقد تتجه إيران إلى إعادة النظر فى موقفها الرافض لتطوير سلاح نووى، والاقتراب أكثر من النموذج الكورى الشمالى، كخيار استراتيجى لردع التهديدات الخارجية.

وإيران قد تجد نفسها مضطرة لتغيير عقيدتها النووية نتيجة تصاعد التهديدات، فبينما يصرح قادتها بعدم السعى لتطوير سلاح نووى، التزامًا بفتوى المرشد الأعلى، إلا أن استمرار الضغوط قد يدفع باتجاه تجاوز هذا المبدأ، لأن التهديد الوجودى للنظام قد يُحدث تحوّلًا جذريًا فى السياسة النووية الإيرانية، خصوصًا إذا شعرت القيادة بأن الردع الاستراتيجى لا يتحقق سوى من خلال امتلاك السلاح.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق دبلوماسيون: محادثات ويتكوف وعراقجي سعت للتوصل إلى نهاية دبلوماسية للأزمة
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل