حذّر الدكتور أيمن النحراوي، أستاذ ومستشار الاقتصاد الدولي واللوجيستيات، من خلال تصريحاته من أن إغلاق مضيق هرمز سيتسبب في أزمة اقتصادية عالمية خانقة، نظرًا لما يحمله هذا المضيق من أهمية استراتيجية في تجارة الطاقة العالمية.
ارتفاع جنوني في أسعار النفط
كما أشار النحراوي في تصريحات لتحيا مصر إلى أن المضيق يشهد مرور ما بين 20 إلى 21 مليون برميل نفط يوميًا، أي ما يعادل نحو 20-30% من الاستهلاك العالمي.
وأوضح النحراوي، أن اقتصادات كبرى مثل الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى دول أوروبية، تعتمد بشكل رئيسي على نفط يمر عبر هرمز، مما يعني أن أي توقف في المرور عبر هذا الشريان الحيوي سيدفع بأسعار النفط إلى مستويات قياسية قد تتجاوز 150 إلى 200 دولار للبرميل أو أكثر.
اضطرابات في سوق الغاز الطبيعي
وفي سياق متصل، لفت النحراوي من خلال تصريحاته لتحيا مصر إلى أن المضيق يشهد أيضًا مرور كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال (LNG)، لا سيما من قطر، أكبر مصدر عالمي للغاز المسال، مما ينذر باضطرابات حادة في أسواق الغاز العالمية، خاصة مع محدودية البدائل مثل خطوط الأنابيب الموجودة حاليًا، والتي لا تفي بكل الاحتياجات.
كلفة اقتصادية مرتفعة وتضخم عالمي محتمل
وأكد النحراوي أن الارتفاع الكبير في أسعار النفط سيؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج في كافة القطاعات، سواء كانت نقل أو تصنيع أو زراعة أو طاقة. وسيُترجم هذا بدوره إلى موجة تضخمية عامة في أسعار السلع والخدمات عالميًا، مما قد يدفع البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة مجددًا، وهو ما قد يؤدي إلى دخول الاقتصاد العالمي في ركود حاد.
شلل في سلاسل التوريد العالمية
جدير بالذكر، أن ارتفاع أسعار الوقود سيؤثر مباشرة على تكاليف الشحن البحري والجوي، ما سيؤدي إلى تأخير في حركة السفن، خصوصًا السفن المتجهة إلى موانئ آسيا، ويزيد مدة الرحلات (لتصل إلى أسبوعين أو أكثر)، مما يؤثر بشدة على سلاسل التوريد ويزيد كلفتها عالميًا.
في ضوء هذا التحليل الاستراتيجي العميق للدكتور أيمن النحراوي، يتضح أن العالم يقف على شفا أزمة طاقة عالمية إذا ما تم إغلاق مضيق هرمز، حيث ستتجاوز الأضرار نطاق النفط والغاز لتضرب أساسات الاقتصاد العالمي من إنتاج وتجارة وشحن وتمويل. إنها حرب بلا صواريخ، لكن وقودها هو الطاقة... وخسائرها قد تطال الجميع بلا استثناء.
