بحضور قيادات مجلس الكنائس العالمي.. آلاف يشاركون في يوم الصلاة الوطني بجنوب إفريقيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شارك الآلاف من المؤمنين في يوم الصلاة الوطني للشفاء والمصالحة، الذي استضافه مجلس كنائس جنوب إفريقيا، بحضور وفد رفيع من قيادة مجلس الكنائس العالمي (WCC)، وذلك بالتزامن مع انعقاد اجتماعات اللجنة المركزية للمجلس في جوهانسبرغ .

وشهدت المناسبة مشاركة نحو 4000 شخص من مختلف الكنائس والطوائف في جنوب إفريقيا، حيث اجتمعوا تحت سقف واحد للصلاة من أجل السلام والوحدة الوطنية، في بلد لا يزال يتعافى من إرث التفرقة العنصرية والانقسامات الاجتماعية.

دعوة إلى تحوّل جذري يقوده الصدق

وافتتح الأمين العام لمجلس كنائس جنوب إفريقيا، القس مزوانديلي مولو، اللقاء بكلمة تأملية دعا فيها إلى "ميتانويا" — أي تحول جذري في القلب والعقل والحياة، مؤكدًا أن هذا التحول لا يمكن أن يُبنى على الأكاذيب، بل على الصدق والمحبة.

وقال القس مولو: "إن الحقيقة وحدها يجب أن تكون دليلنا في مسار الشفاء والمصالحة الحقيقية."

ترحيب بوحدة الشعوب والكنائس

من جهتها، رحّبت المشرفة جيجي سونو من كنيسة "جريس بايبل"، بالحاضرين في "بيت الرب"، مشيرة إلى التنوع الغني بين المشاركين. وقالت: "أعلم أننا من طوائف وبلدان مختلفة، لكني أؤمن أن حضور الرب موجود في هذا المكان."

أمل في مستقبل موحّد

ويأتي هذا الحدث في وقت حرج، حيث تسعى الكنائس في جنوب إفريقيا إلى استعادة دورها القيادي في تعزيز السلم الأهلي والتعافي الروحي والاجتماعي. كما يؤكد مجلس الكنائس العالمي من خلال مشاركته في هذا اليوم الرمزي، التزامه بالعمل من أجل الوحدة والمصالحة في المجتمعات المنقسمة حول العالم.

الأسقف سيتيهمبيلي سيبوكا يدعو الكنيسة إلى دور نبوي في كسر دوائر الاتهام وبناء مجتمعات لا يخشى فيها أحد التهجير

كما ألقى الأسقف سيتيهمبيلي سيبوكا، رئيس مجلس كنائس جنوب إفريقيا، عظة مؤثرة بعنوان: "من خصام العائلة إلى استعادتها: دور الكنيسة في كسر دوائر الاتهام"، وذلك خلال يوم الصلاة الوطني للشفاء والمصالحة الذي انعقد في جوهانسبرغ بمشاركة نحو 4000 شخص، ووفود من مجلس الكنائس العالمي.

دعوة للتوقف عن "لعبة اللوم" وبناء مجتمع جديد

في كلمته، أشار سيبوكا إلى أن الناس اليوم "أتقنوا فن الاتهام المتبادل، ونسوا فن الاستماع"، منتقدًا مناخ الانقسام الذي لا يزال يطبع المجتمع، رغم انتهاء نظام الفصل العنصري.

وقال: "أثناء الأبارتهايد، كان السود يعيشون منفيين في أرضهم، مفصولين عن أراضي أجدادهم، مهمّشين في لغاتهم، مقموعين في ثقافاتهم."

وأضاف أن اليوم، و"لأسباب متعددة"، يعاني الكثير من البيض والسكان الملوّنين من قلق وجودي شبيه بالتهجير أو الإقصاء، مشددًا على أن الحل لا يكون بإنتاج منفى جديد، بل بـ"بناء مدينة لا يخشى فيها أحد من الإزاحة، حيث يشعر الجميع أنهم في وطنهم".

"أنتم عائلة... شئتم أم أبيتم"

وحمل خطاب سيبوكا رسائل مباشرة ومتصالحة، قائلاً: "تحريرك مرتبط بتحرير جارك. ورفاهيتك مرتبطة برفاهية من تعتبره خصمك. أنتم عائلة... سواء أردتم ذلك أم لا."

الكنيسة مدعوة لتجاوز التعايش نحو التحوّل الحقيقي

وفي ختام عظته، شدد رئيس مجلس الكنائس على الدور الخاص الذي يجب أن تلعبه الكنيسة في هذه اللحظة التاريخية، قائلاً:
"نحن مدعوون لنكون صوتًا نبويًا يقول الحقيقة للسلطة، ولكن أيضًا لخلق بيئة يُمكن فيها قول الحقيقة دون تدمير، والاستماع إلى المظالم دون انتقام، واكتشاف أن الخصوم قد يكونون عائلة."

وأضاف: "مهمتنا هي أن نُجسّد المصالحة بشكل يتجاوز مجرد التعايش إلى التحول الجذري."

  • بيدفورد-شتروهم: "أشعر بروح الأخوّة تتحرك في القاعة... وجنوب إفريقيا تحتاج تضامن العالم"

وفي نفس السياق شارك كل من رئيس اللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمي، المطران البروفيسور الدكتور هاينريش بيدفورد-شتروهم، والأمين العام للمجلس  الدكتور القس  جيري بيلاي، بكلمات داعمة خلال يوم الصلاة الوطني للشفاء والمصالحة في جنوب إفريقيا.

الفعالية التي استضافها مجلس كنائس جنوب إفريقيا، وحضرها وفد مجلس الكنائس العالمي المتواجد في جوهانسبرغ ضمن اجتماعات اللجنة المركزية، جمعت آلاف المشاركين من مختلف الكنائس، في مشهد اتسم بروح الوحدة والتضامن العابر للحدود.

في كلمته، عبّر المطران بيدفورد-شتروهم عن فرحه العميق بالمشاركة في هذا الحدث، قائلاً:
"أشعر بروح الأخوّة والأخوّة في هذه القاعة، والأروع أنني أشعر أنها تتحرك! من الرائع أن نرى الروح يعمل في كماله، ولهذا السبب من الرائع أن نكون هنا."

وأشار إلى أن الهيئة القيادية لمجلس الكنائس العالمي استمعت إلى تحديات جنوب إفريقيا الكثيرة، مؤكدًا أنها تعكس صراعات عالمية مشابهة، وأضاف: "جنوب إفريقيا بحاجة إلى تضامن العالم، ونحن نصلي من أجلكم في كل أنحاء العالم."

"الصلاة تمنحنا القدرة على المصالحة"

من جانبه، قال الأمين العام للمجلس، القس جيري بيلاي، إن هذه اللحظات القوية من الصلاة تعبّر عن القوة الكامنة عندما يجتمع المؤمنون.
"البعض يقول إن الصلاة تفتح السماوات وتحرك الأرض، وأنا أصدق ذلك. الصلاة تمنحنا القوة لنغفر، وتمنحنا القدرة على المصالحة."

شكرٌ للالتزام والصلاة المشتركة

وقد شكرت لولاما نتوتا، النائبة الأولى لرئيس مجلس كنائس جنوب إفريقيا، جميع من ساهموا في تنظيم هذا الحدث، سواء بالحضور الشخصي أو عبر الإنترنت، قائلة:
“نشكر كل من كان معنا، حضورًا أو عبر البث الافتراضي، نشكركم على التزامكم بالصلاة والمصالحة”.

وفي ختام اللقاء، رفع الحاضرون صلاة جماعية مؤثرة قبل مغادرتهم، جاء فيها: "اذهب معنا الآن فيما نعود إلى مجتمعاتنا. ساعدنا لنكون أمثلة حية لمحبتك ومصالحتك. امنحنا الشجاعة للوقوف إلى جانب الحق، ولنحب ونُشفى من جراح الانقسام العنصري".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق نظر استئناف متهم بقتل سيدة على حكم إعدامه في الجيزة.. اليوم
التالى النائب علاء عابد: إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل خطوة إيجابية نحو تهدئة الأوضاع المتوترة بالمنطقة