أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في مكة قدمت نموذجًا عمليًا لكيفية تعامل المسلم مع مجتمعات ترفضه وتضطهده بسبب عقيدته، مشددًا على أهمية استلهام هذا النموذج في ظل تصاعد موجات الإسلاموفوبيا عالميًا.
وأشار خلال استضافته بقناة "الناس"، إلى أن العالم يضم أكثر من 190 دولة، في حين لا يتجاوز عدد الدول الإسلامية 57 دولة فقط، ويبلغ عدد المسلمين قرابة ربع سكان الأرض، أي نحو ملياري نسمة من أصل 8 مليارات.
وقال علي جمعة إن هذا التفاوت العددي والديمغرافي يتطلب من المسلمين فهم طبيعة المرحلة، حيث يعيشون في عالم غالبيته غير مسلمة، وبعض أفراده يجهلون الإسلام أو يعادونه علنًا، كما يظهر في حوادث حرق المصاحف أو الإساءة للنبي.
ونوه بأن النبي في مكة لم يلجأ إلى العنف أو تشكيل تنظيمات للاغتيال أو القتال رغم حجم الظلم والمعاناة، بل تعامل بالحكمة والصبر والتمسك بالقيم العليا، وهو ما يجب أن يكون نهج المسلمين في ظل التحديات المعاصرة.
وأردف أن الصحابة، رغم قدرتهم على المواجهة، اختاروا طريق الهجرة إلى الحبشة حين ضاق بهم الحال، مشيرًا إلى أن سيدنا أبو بكر الصديق رغم مكانته الرفيعة في قريش وثروته الكبيرة قرر مغادرة مكة حفاظًا على دينه وكرامته.
وتابع إن تصرف أبي بكر يعكس شدة الأذى النفسي والاجتماعي الذي تعرض له الصحابة، وأنه رغم ذلك، لم يكن هناك أي توجه نحو الانتقام أو التخريب، بل كان خيار الهجرة والتضحية من أجل العقيدة.