قال الدكتور محمود الأفندي، المحلل السياسي، إن الضربة الأمريكية الأخيرة على المنشآت الإيرانية تُذكّر بما وصفه بـ"الضربات المسرحية"، في إشارة إلى الهجوم الأمريكي على سوريا عام 2018، واصفًا الضربة الحالية بأنها محدودة التأثير وعالية الضجيج الإعلامي دون نتائج عسكرية حقيقية.
وأوضح الأفندي، خلال مداخلة عبر "إكسترا نيوز"، أن الضربة لم تُستخدم فيها القنابل الخارقة للتحصينات كما رُوّج، ولم تُسجّل أي تسريبات إشعاعية أو أضرار فعلية في المفاعلات النووية الإيرانية، ما يشير إلى أن العملية كانت أشبه بـ"استعراض إعلامي" يهدف إلى خلق وهم بالنصر أمام الرأي العام الأمريكي والإسرائيلي، أكثر من كونها ضربة عسكرية حاسمة.
وأضاف أن ما جرى يعكس اتفاقًا ضمنيًا بين قوى كبرى – بينها واشنطن وموسكو وبكين – على السماح بتوجيه ضربة محدودة لإيران، مع تجنّب التصعيد المفتوح، تمهيدًا لعودة مسار المفاوضات، مشيرًا إلى أن دعوة الرئيس ترامب عقب الضربة لـ"بدء مرحلة السلام" تعكس بوضوح هذا التوجّه.
وأشار إلى أن إيران امتصّت الضربة دون رد واسع النطاق، ما يدل على أنها تدرك حجم التحديات، وتسعى لتجنّب انجرار المنطقة إلى مواجهة شاملة، خصوصًا في ظل ضعف الجبهة الإسرائيلية وقدرة إيران على استنزافها بصواريخ دقيقة ومكثفة.
لماذا لم ترد إيران حتى الآن على الضربات الأمريكية؟
وأكد الأفندي أن عدم ردّ طهران حتى الآن بقوة على القواعد الأمريكية، رغم قدرتها على ذلك، يعكس إدراكًا إيرانيًا لحساسية الوضع الدولي ورغبة في كسب الوقت لإعادة تنظيم الصفوف، لافتا إلى إن جميع المعطيات تشير إلى أن الأطراف المعنية – إيران، أمريكا، وإسرائيل – تفضل حاليًا خفض التصعيد وفتح الباب أمام وساطة دولية.
وتابع: "المرحلة المقبلة قد تشهد انطلاق مفاوضات غير مباشرة، بوساطة أطراف مثل روسيا، الصين أو تركيا"، محذرًا في الوقت نفسه من أن استمرار الحرب على الساحة بين إيران وإسرائيل لا يمكن أن يطول بسبب كلفته الباهظة عسكريًا واقتصاديًا على جميع الأطراف.
