في خطوةٍ لافتة تعبّر عن ارتباطه العميق بجذور الكنيسة الكاثوليكيّة، أعاد البابا لاوون الرابع عشر إحياء خمس من التقاليد البابويّة غابت في العقود الأخيرة، مؤكّدًا من خلالها تمسّكه بالميراث الروحي والرمزي للبابويّة.
1. العباءة الحمراء: رمز الشهادة والسلطة الروحيّة
اختار البابا لاوون ارتداء العباءة الحمراء، التي ترمز إلى الاستعداد للتضحية حتى الدم، كما كانت تُلبَس تقليديًا في بعض المناسبات الليتورجيّة الخاصة. هذا اللون، رغم اختفائه في السنوات الماضية، يُعدّ تذكيرًا بالشهداء وبالسلطة الروحية التي تتحلّى بها الكنيسة.
2. الثوب الكهنوتيّ التقليدي: العودة إلى البساطة
ارتدى البابا ثوبًا كهنوتيًّا تقليديًّا (Cassock)، كما كان يُرى على البابوات في القرون الماضية. هذه الإطلالة تمثّل تواضع الخدمة الكهنوتيّة وارتباطها بجوهر الدعوة الكنسيّة.
3. الوشاح البابويّ (Stole): علامة السلطان الروحي
أعاد البابا لاوون استخدام الوشاح البابويّ المطرّز، والذي يُرمز به إلى السلطان الكهنوتي وواجب التعليم والرعاية. استخدامه في ظهوره الأول أرسل رسالة واضحة مفادها: “السلطة في الكنيسة هي للخدمة، لا للسيطرة”.
4. الجلوس على العرش التقليدي خلال بعض المناسبات
في بعض المراسم الرسميّة، أعاد البابا الجلوس على العرش التقليديّ المحمول – رمز الهيبة البابويّة – لكن بطريقة محدودة تعبّر عن احترام التقليد دون التخلي عن التواضع المعاصر.
5. بركة “Urbi et Orbi” بصيغة قديمة
في ظهوره الأول، قدّم البابا البركة الرسوليّة “Urbi et Orbi” مستخدمًا صيغة لاتينيّة تقليديّة كانت قد غابت جزئيًّا في العقود الماضية، ما شكّل تحيةً مزدوجة إلى مدينة روما والعالم الكاثوليكي أجمع.
رؤية تجمع بين الأصالة والتجديد
أظهرت هذه المبادرات البابويّة رغبةً واضحة من البابا لاوون الرابع عشر في الحفاظ على هوية الكنيسة التاريخية والرموز التي ميّزت الكرسي الرسولي عبر العصور، مع الحفاظ على روح الانفتاح على الحاضر.
