
في مشهد عالمي متقلب تحركه الصراعات الإقليمية والتقلبات الجيوسياسية، لا تزال أسواق النفط تسير على حبل مشدود، فبين قصف متبادل وتصريحات دولية متوترة، تتماوج أسعار الذهب الأسود صعودًا وهبوطًا، وسط ترقّب لما ستسفر عنه التطورات في الشرق الأوسط، خاصةً الصراع المشتعل بين إيران وإسرائيل، الذي بات يشكل محورًا ضاغطًا على مستقبل الطاقة العالمية.
ارتفاع أسبوعي لأسعار النفط رغم التراجعات
رغم تراجع أسعار النفط في تداولات الجمعة، إلا أن السوق اختتمت أسبوعها على مكاسب ملحوظة، مدفوعة بتصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، وقلق المستثمرين من تبعاته على الإمدادات العالمية.
الأسواق تترقب تداعيات الصراع الإيراني الإسرائيلي
العقود الآجلة لخام برنت أنهت الجلسة عند 77.01 دولار للبرميل، منخفضةً بـ1.84 دولار، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تراجعًا طفيفًا إلى 74.93 دولار.
ويأتي هذا التذبذب بعد تصعيد خطير شهدته المنطقة، تمثل في قصف إسرائيلي لمواقع نووية إيرانية ورد طهران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة، ما رفع منسوب القلق في الأسواق العالمية، القفزة المفاجئة التي سجّلتها الأسعار الخميس الماضي، بنسبة قاربت 3%، كانت انعكاسًا لهذا التصعيد.
وعلى الرغم من هذه الاضطرابات، فإن حديث البيت الأبيض عن أن الرئيس ترامب سيؤجل حسم موقف بلاده من التدخل في النزاع لمدة أسبوعين، أتاح للأسواق فرصة لالتقاط الأنفاس، مع تلميحات بانتهاج مسار دبلوماسي قد يخفف من حدة المواجهة.
في المقابل، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات جديدة على كيانات وأفراد مرتبطين بإيران، وهو ما يُفسَّر كمحاولة للضغط دون اللجوء للتصعيد العسكري، وشملت العقوبات كيانين في هونغ كونغ، بالإضافة إلى سفن وأفراد على صلة بتمويل الإرهاب، بحسب مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأمريكي.
قلق المستثمرين من اضطرابات محتملة في تدفقات النفط عبر الخليج
اللافت أن العقود الآجلة لخام برنت حققت ارتفاعًا أسبوعيًا بنسبة 3.6%، فيما سجلت عقود الخام الأمريكي زيادة بلغت 2.7%، ما يعكس قلق المستثمرين من اضطرابات محتملة في تدفقات النفط عبر الخليج، لا سيما مع تهديدات طهران السابقة بإغلاق مضيق هرمز، شريان التجارة النفطية الأهم عالميًا.
وفي سياق متصل، كشفت وكالة "بلومبرج" أن الاتحاد الأوروبي قرر التراجع عن اقتراحه بخفض سقف سعر النفط الروسي إلى 45 دولارًا، في خطوة فُسرت بأنها محاولة لتفادي مزيد من الاضطرابات في سوق الطاقة العالمية.
وفيما يواصل الدبلوماسيون جهودهم لكبح الانفجار، تبقى الأسواق حذرة، تراقب كل تصريح وتحرك، وسط حالة من الترقب الشديد لمسار الأحداث القادمة.