في تطوّر جديد للجدل حول البرنامج النووي الإيراني، شكّك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تقييم مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد الذي قدمته أمام الكونغرس في مارس الماضي.
في شهادتها أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ في 15 مارس 2025، أكّدت غابارد أن أجهزة الاستخبارات لم تجد أي دليل على أن طهران تعمل على تصنيع سلاح نووي.
وأشارت آنذاك إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بلغ مستويات غير مسبوقة لدولة لا تمتلك سلاحًا نوويًا، محذّرة من أن النقاش العلني في طهران شجّع المتشددين داخل دوائر صنع القرار.
غير أن ترامب وصف هذا التقييم بأنه “خاطئ جدًا”، وأدلى بتصريحاته للصحفيين في مطار موريس تاون بولاية نيوجيرسي، قائلاً إن إيران “تمضي قدمًا في برنامج نووي سري يشكل تهديدًا كبيرًا للأمن الدولي”.
وفي 20 يونيو 2025، نشرت غابارد تغريدة على منصة “إكس” قالت فيها إن الولايات المتحدة تملك معلومات استخباراتية تفيد بأن إيران باتت قادرة على إنتاج سلاح نووي خلال أسابيع أو أشهر، إذا قررت استكمال عملية التجميع. وأعلنت أنها اتفقت مع ترامب على رفض أي محاولات إيرانية لامتلاك السلاح النووي، متهمة وسائل الإعلام بتحريف شهادتها السابقة لإثارة الانقسام السياسي.
من جهة أخرى، نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر مطّلع أن التقييم الرسمي لم يتغير منذ مارس الماضي، وأن إيران لا تزال تحتاج نحو ثلاث سنوات لتطوير رأس نووي قابل للإطلاق عبر صاروخ. كما شكّك ديفيد أولبرايت، المفتش السابق لأسلحة الأمم المتحدة، في تصريحات غابارد المعدَّلة، مؤكّدًا أن طهران تحتاج على الأقل ستة أشهر لإنتاج “جهاز نووي بدائي” غير قابل للإطلاق.
يأتي هذا الصدام في وقت تزايدت فيه الاتهامات المتبادلة بين ترامب ومجتمع الاستخبارات الأمريكية، وسط مخاوف متصاعدة من إعادة إطلاق برنامج الردع النووي الإيراني كأداة ضغط دبلوماسي وسياسي.