إسرائيل تنتقد قصف إيران المساجد.. سخرية العالم الإسلامي من مفارقة المحتل

تثير انتقادات الكيان الصهيوني لـ إيران بشأن ضرب المساجد سخرية واسعة في الأوساط الإسلامية، ليس فقط بسبب التناقض الظاهر في المواقف، بل لأن هذه الانتقادات تأتي من جهة لها سجل دموي طويل في استهداف المدنيين الفلسطينيين ومقدساتهم الدينية، هذا السجل يشكل دليلًا دامغًا على ازدواجية المعايير التي تنتهجها إسرائيل، والتي تحاول من خلالها تبرير عدوانها واحتلالها تحت ذرائع حماية المدنيين والمقدسات.

تاريخ من المجازر والدمار

لم تكن مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994 حادثة معزولة، بل هي جزء من سلسلة طويلة من المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال والمستوطنون بحق الفلسطينيين، ففي عام 1982، خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، ارتكبت إسرائيل مجازر مروعة في مخيمي صبرا وشاتيلا، حيث راح الآلاف ضحية مجازر وحشية، أما على الأراضي الفلسطينية، فقد شهدت مدن وقرى مثل جنين، نابلس، وبيت لحم عمليات عسكرية أدت إلى استشهاد مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، في غارات جوية وقصف مدفعي عشوائي.

استهداف المساجد كممارسة ممنهجة

المساجد ليست فقط أماكن عبادة، بل هي رموز دينية وثقافية للمجتمع الفلسطيني، استهدافها يحمل رسالة واضحة تهدف إلى تدمير النسيج الاجتماعي والروحي للفلسطينيين، وفي عدة مناسبات، استهدفت إسرائيل مساجد في الضفة الغربية وقطاع غزة، منها مسجد اليوسفية في غزة الذي تعرض للقصف في عام 2014، ومسجد البراق في القدس، وغيرها من المساجد التي دُمرت أو تضررت بشكل كبير خلال العمليات العسكرية.

هذا الاستهداف لا يقتصر على المساجد فقط، بل يشمل المدارس والمستشفيات، حيث دُمّرت مدارس عديدة تحت ذريعة وجود مسلحين بداخلها، كما تعرض مستشفى الشفاء في غزة لقصف مباشر، مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة، هذه الأعمال تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وتؤكد أن الادعاءات الإسرائيلية بحماية المدنيين هي مجرد ذرائع لتبرير العدوان.

ازدواجية المعايير: إسرائيل بين الادعاء والواقع

في الوقت الذي تتهم فيه إسرائيل إيران بضرب المساجد، تتجاهل تمامًا تاريخها في استهداف المقدسات الإسلامية والمدنية الفلسطينية، هذه الازدواجية في المعايير تُظهر أن إسرائيل تستخدم اتهاماتها كأداة سياسية تهدف إلى تبرير هجماتها وتوجيه الرأي العام الدولي ضد خصومها، بينما تستمر في ممارسة العنف والاحتلال.

المجتمع الدولي كثيرًا ما أدان هذه الانتهاكات، إلا أن استمرار الدعم الغربي لإسرائيل يمنحها غطاءً يسمح لها بالاستمرار في هذه السياسات، هذا الواقع يزيد من حدة السخرية والرفض الشعبي بين المسلمين الذين يرون في هذه الاتهامات محاولة مكشوفة لتزييف الحقائق.

التأثير على الموقف الإسلامي والشعبي

تُعتبر هذه الازدواجية سببًا رئيسيًا في تعزيز التضامن الإسلامي مع القضية الفلسطينية، وفي دعم المقاومة التي تواجه الاحتلال، كما أنها تزيد من التشكيك في مصداقية إسرائيل على المستوى الدولي، وتدفع العديد من الدول والمنظمات إلى إعادة النظر في علاقاتها مع الكيان الصهيوني.

إضافة إلى ذلك، فإن هذه المواقف تبرز أهمية التمسك بالحق الفلسطيني في الدفاع عن مقدساته وأرضه، وتؤكد أن أي انتقاد لإيران من قبل إسرائيل في هذا السياق لا يمكن أن يُؤخذ على محمل الجد، بل هو محاولة لتشتيت الانتباه عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مصر وإيطاليا تعززان التعاون في الذكاء الاصطناعي خلال زيارة وزير الاتصالات إلى روما
التالى ممثل إيران الأممي: نتوقع من الأمين العام ومجلس الأمن القيام بواجباتهما