رغم تعقيدات المشهد الإقليمي، فإن سيناريو التدخل الإسرائيلي الأحادي أصبح أكثر واقعية من أي وقت مضى، ومع بروز قوة 5010 كذراع تنفيذية لهذا التوجه، تزداد احتمالات أن تشهد المرحلة المقبلة تحولات استراتيجية كبرى في قواعد الاشتباك بين إسرائيل وإيران.
وفي ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، ومع تضارب المواقف الدولية بشأن جدوى التصعيد العسكري، يبدو أن تل أبيب لا تراهن بالكامل على مشاركة الولايات المتحدة في أي مواجهة كبرى محتملة.
خطط إسرائيلية بديلة
ووسط هذا السيناريو المعقد، برزت خطط إسرائيلية بديلة تعتمد بشكل أساسي على وحدات النخبة الخاصة، وعلى رأسها قوة 5010، والتي باتت محور الاهتمام في الأوساط الأمنية والعسكرية.
خطة مستقلة بعيدًا عن الغطاء الأمريكي
أفادت مصادر استخباراتية غربية بأن إسرائيل بدأت منذ مطلع هذا العام تنفيذ تدريبات مكثفة على سيناريوهات مواجهة إيرانية دون دعم مباشر من الولايات المتحدة. وتشمل هذه الخطط توجيه ضربات دقيقة لمنشآت نووية حساسة، وعلى رأسها منشأة "فوردو" النووية، الواقعة تحت الأرض قرب مدينة قم الإيرانية، والتي تعتبر واحدة من أكثر المواقع تحصينًا في برنامج طهران النووي.
وتشير التقديرات إلى أن تل أبيب ترى في غياب الدعم الأمريكي تحديًا يجب الاستعداد له مبكرًا، وهو ما دفع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إلى تطوير قدرات استخباراتية ولوجستية عالية الدقة لتنفيذ عمليات ما وراء خطوط العدو دون الحاجة إلى مشاركة جوية أو بحرية أمريكية واسعة.
من هي قوة النخبة 5010؟
قوة 5010 هي وحدة إسرائيلية خاصة لا يُكشف الكثير من تفاصيلها علنًا، لكنها معروفة بكونها تابعة مباشرة لهيئة العمليات الخاصة في الجيش الإسرائيلي، وتضم عناصر نخبة من وحدات "سييريت متكال" و"شاييطت 13" و"وحدة يهلوم" المتخصصة في الهندسة القتالية والتفجير تحت الأرض.
تهدف القوة إلى تنفيذ عمليات مركّبة تتضمن التسلل العميق، تفجير المنشآت الحساسة، وشلّ البنية التحتية النووية دون ترك بصمات مباشرة. وتُعد منشأة فوردو أحد أبرز الأهداف المُدرجة ضمن نطاق عمليات 5010، نظرًا لتقارير غربية تؤكد استخدام الموقع في تخصيب اليورانيوم بدرجات عالية.
تحديات العملية المحتملة
رغم جاهزية قوات 5010، إلا أن تنفيذ عملية ضد "فوردو" يواجه تحديات هائلة، أبرزها العمق الجغرافي للموقع، والتحصين الخرساني الهائل الذي أنشئ خصيصًا لمقاومة الهجمات الجوية والصاروخية. ويُتوقع أن تعتمد الخطة على تفجيرات داخلية باستخدام مواد خاصة يتم زرعها داخل المنشأة أو أنظمة التحكم الخاصة بها.
كما ستواجه القوة تحديات في التسلل، خصوصًا مع وجود منظومات دفاعية إيرانية معقدة ومراقبة إلكترونية كثيفة في محيط المنشأة، ما يعني أن العملية ستكون محفوفة بالمخاطر.
رسائل سياسية وعسكرية
توجيه ضربة إسرائيلية من خلال وحدة 5010 دون غطاء أمريكي لن يكون مجرد عملية عسكرية تقليدية، بل يحمل أبعادًا سياسية تتعلق بقدرة إسرائيل على فرض معادلة جديدة في المنطقة دون انتظار الضوء الأخضر من واشنطن.
كما تسعى تل أبيب من خلال الترويج لمثل هذه الخطط إلى إرسال رسائل ردع واضحة لطهران ولحلفائها في المنطقة، مفادها أن المشروع النووي الإيراني لن يُترك دون رقابة أو رد، حتى في ظل انكفاء بعض الحلفاء التقليديين.