أحمد فوقي: الولايات المتحدة تشهد في عهد ترامب تحالفًا بين السياسة والتيار الإنجيلي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال أحمد فوقي، رئيس مؤسسة مصر السلام للتنمية وحقوق الإنسان، أن ما نشهده في الواقع ليس حكمًا دينيًا بحتًا بقدر ما هو توظيف سياسي للدين من مختلف الأطراف، سواء كانت أنظمة تصف نفسها بأنها دينية أو حتى أنظمة علمانية تستخدم الخطاب الديني لتبرير قرارات سياسية أو عسكرية.

وأوضح "فوقي"، أن أبرز نموذج على هذا التوظيف لا يأتي من الشرق فقط، بل من الغرب أيضًا، وفي خضّم الحرب الإسرائيلية الإيرانية الحالية، ففي الولايات المتحدة، شهدنا في عهد ترامب تحالفًا غير مسبوق بين السياسة والتيار الإنجيلي، وكان ذلك جليًا في خطاب السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، منذ أيام، حين وجه رسالة إلى ترامب يشبهه فيها بالرئيس ترومان، الذي اتخذ قرار استخدام القنبلة النووية ضد اليابان.

دعوة ضمنية لاستخدام القوة ضد إيران

وشدد على أن هذه الإشارة لم تكن بريئة، بل تحمل دعوة ضمنية لاستخدام القوة ضد إيران، مبررة بخطاب ديني قائم على فكرة "الاصطفاء الإلهي"، مؤكداً أن هذا النوع من الخطاب يوضح أن توظيف الدين ليس حكرًا على ما يُسمى بـ"حكم رجال الدين"، بل هو أداة سياسية عابرة للأنظمة والأيديولوجيات.

وأشار فوقي، إلى أننا أمام نموذج مختلف يتمثل في دمج ممنهج بين المرجعية الدينية والسلطة السياسية، حيث يقوم نظام "ولاية الفقيه" على افتراض أن الفقيه هو الأقدر على قيادة الدولة باعتباره نائبًا عن الإمام الغائب، حيث تم توظيف الدين في بناء شبكة من التحالفات المسلحة بالمنطقة، وعسكرة الخطاب السياسي، وربط الأمن القومي الإيراني بخطوط مذهبية عابرة للحدود، ما زاد من حدة الاستقطاب الطائفي في الشرق الأوسط.


التوظيف الديني

وفيما يتعلق بما تخطط له أمريكا وإسرائيل للمنطقة، أكد أنه لا يمكن فصل ذلك عن هذا التوظيف الديني أيضًا، فالنزاع مع إيران، رغم أبعاده الجيوسياسية والاستراتيجية، يتغذى على خطاب عقائدي متبادل، تُوظف فيه "نبوءات" دينية لدى بعض التيارات الإنجيلية في الولايات المتحدة، بالتوازي مع "المظلومية الشيعية" لدى النظام الإيراني، والرؤية التوراتية للصراع لدى قطاعات واسعة من المؤسسة الإسرائيلية، خاصة التيارات الدينية القومية التي ترى في إسرائيل "أرض الميعاد" وتضفي بُعدًا مقدسًا على النزاع مع إيران وحلفائها، باعتبارهم تهديدًا وجوديًا لمسار "الخلاص" اليهودي.


المجتمعات والنخب السياسية

واختتم فوقي حديثه، بأن المستقبل ليس متعلقًا بسقوط أو بقاء "حكم رجال الدين"، بل بقدرة المجتمعات والنخب السياسية على فك الارتباط بين الدين وصناعة القرار السياسي، وهذا تحدٍ لا يواجه إيران وحدها، بل يواجه إسرائيل وأميركا، والعديد من الدول في المنطقة، حيث يُستخدم الدين أحيانًا كذريعة للحرب لا كدعوة للسلام.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الشناوي يسعى لتحقيق رقم قياسي جديد أمام بالميراس الليلة
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل