وسط تصاعد التوترات العسكرية بين إيران وإسرائيل، حذّر رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، من أن الوضع في منشأة بوشهر النووية بات "مقلقاً جداً".
وأشار غروسي إلى أن أي استهداف مباشر لها قد يؤدي إلى انبعاث مستويات خطيرة من النشاط الإشعاعي.
غروسي: تهديد خطير في بوشهر ونطنز
وفي كلمة له خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي الجمعة، أوضح غروسي أن بوشهر المفاعل النووي الأبرز في إيران بات عرضة لهجوم محتمل، مما يهدد بكارثة بيئية وصحية.
وأضاف غروسي أن منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم تعرّضت بالفعل لهجوم استهدف بنيتها التحتية الكهربائية، ما يهدد بعرقلة عمليات المراقبة النووية التي تقوم بها الوكالة.
جوتيريش: النار تقترب من العالم كله
من جهته، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش تحذيراً صارخاً خلال نفس الجلسة، قائلاً:
"نحن أمام لحظة مفصلية، والعالم يقف على حافة الهاوية"، داعياً إلى "التحلي بالمسؤولية السياسية والإنسانية".
كما طالب جوتيريش الأطراف المنخرطة والمحتملة في الصراع، في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران إلى إعطاء فرصة للسلام، مؤكداً أن توسع الصراع قد يشعل ناراً لا يمكن للعالم احتواؤها".
نزوح واسع في إيران
وخلال الجلسة، كشفت روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، عن تقارير تفيد بحدوث حركة نزوح كبيرة داخل إيران جراء العمليات الإسرائيلية المكثفة.
وأضافت أن المخاوف من استهداف منشآت نووية تدفع عشرات الآلاف إلى مغادرة مناطق مجاورة لهذه المواقع الحساسة، في مشهد يهدد بانفجار أزمة إنسانية.
مجلس الأمن.. تحركات محدودة وسط الانقسام
الاجتماع يُعد الثاني لمجلس الأمن بشأن الحرب بين إيران وإسرائيل، ويأتي بمبادرة من روسيا، الصين، وباكستان، في محاولة لاحتواء التصعيد المتسارع.
وكان الاجتماع الأول قد عُقد في 13 يونيو، عقب الهجوم الإسرائيلي الأولي على إيران، حيث قدمت الوكالة الذرية حينها تقارير ميدانية أولية عن المواقع المتضررة.
تحذيرات من تدخل أميركي
في ظل تداول تقارير عن نية واشنطن التدخل عسكرياً دعماً لإسرائيل، حذر دبلوماسيون دوليون من أن أي تدخل خارجي مباشر قد يجر المنطقة إلى حرب شاملة يصعب وقفها.
ويبدو أن الرسالة الدولية، كما أكد جوتيريش، باتت موحّدة:
"الوقت يداهمنا، وعلى الجميع التحرك من أجل وقف الحرب، قبل أن تتجاوز حدود إيران وإسرائيل إلى العالم بأسره."