قال الدكتور محسن الشوبكي الخبير السياسي والاستراتيجي، ان الطرح الأمريكي-الإسرائيلي حول إسقاط النظام الإيراني، يتجدد كهدف مركزي لا يرتبط بحسابات منطقية أو توازنات إقليمية، بل يُستغل فيه التململ الشعبي في إيران الناتج عن التدهور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، بفعل العقوبات الغربية الممتدة، وفي المقابل، ترى واشنطن وتل أبيب أن طهران فقدت فاعلية أذرعها الإقليمية التي شكلت لسنوات أدوات ضغط وإشغال لإسرائيل في الساحات المحيطة.
مستقبل النظام الإيراني
وأوضح الشوبكي في تصريحات خاصة للبوابة نيوز أنه على ضوء التهديدات المتكررة باغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي، جاء الرد الإيراني استباقيًا عبر نقل كامل صلاحيات القيادة إلى المجلس الأعلى للحرس الثوري، دون حاجة للرجوع إليه، مما يعكس إدراكًا رسميًا لاحتمال حرب طويلة، مع تجهيز بنية داخلية تضمن صمود النظام واستمراريته في حال غياب رأس الهرم.
وأشار إلى أن التدهور الحاد في صورة إسرائيل نتيجة حرب الإبادة في غزة، وما تبعها من موجة إدانات دولية وتبدّل في المزاج الغربي بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، دفع نتنياهو إلى فتح جبهة جديدة باتجاه إيران، تحت شعار "استمرار الحرب ضد محور الشر"، موضحا أن هذا التحوّل منح إسرائيل فرصة استعادة الغطاء الغربي الكامل وموطئ قدم أخلاقي (مزعوم ) يتيح لها تلقّي الدعم بلا قيود، ما أدى عمليًا إلى حجب الانتقادات عن جرائم الحرب في غزة، ولو مؤقتًا.
التحركات العسكرية الأمريكية
وتابع الشوبكي : تؤكد التحركات العسكرية الأمريكية في المنطقة – سواء من حيث الحشود أو التموضع – أنها ذات طابع هجومي لا دفاعي كما تدّعي واشنطن، وتعكس تماهيًا كاملًا مع الرؤية الإسرائيلية، حتى على حساب مصالح الحلفاء من دول المنطقة للولايات المتحدة.
السيناريوهات المطروحة تجاه إيران
وقال إن السيناريوهات المطروحة تجاه إيران تتمثل في الضغط السياسي والدبلوماسي لقبول اتفاق نووي جديد ما وصفه بالاستسلام في بعض الأحيان أو الاتجاه لتنفيذ عمليات خاصة وإسناد جوي في العمق الإيراني مضيفا ان الاحتمال الأضعف ترجيحا هو التدخل العسكري المباشر المقيد بالاعتبارات الداخلية الأمريكية.
وأشار إلى أن السيناريو الأكثر واقعية في الوضع الحالي هو احتمال حرب ظل متعددة المستويات: دعم استخباراتي، اعتراض للصواريخ الايرانيه ، وتعميق الاختراقات الأمنية، في محاولة لتفكيك النظام الإيراني من الداخل دون كلفة حرب شاملة.