الجمعة 20/يونيو/2025 - 06:32 م 6/20/2025 6:32:09 PM

تحيى الكنيسة الكاثوليكية بمصر اليوم ذكرى القديس لوفريدو رئيس الدير.
ونستعرض أبرز المعلومات عنه وفقا وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني
- في رحاب القرن السابع الميلادي، وبين أحضان مدينة إيفرو الفرنسية الهادئة، أبصر النورَ طفلٌ من سلالةٍ عريقةٍ ونسبٍ رفيع، هو لوفريدو.
- نشأ الفتى النبيل في كنف أسرةٍ كريمة، وتلقى ينابيع العلم الأولى على يد عميد كنيسة سانت تورين الوقور، الذي سقاه من معين الحكمة والمعرفة.
- وارتدى زيًا رثًا كزي المتسولين، باحثًا عن طريق الروحانية الخالصة.
- في رحلته الروحية، توقف أولًا في فارين، التابعة لأبرشية روان، حيث كان صرحٌ شامخٌ لدير الراهبات. ثم شاء القدر أن يلتقي بناسكٍ تقيٍ يُدعى برتراندو، ليقضيا معًا فترةً من العزلة والتنسك، متجردين عن ملذات الدنيا وزخارفها.
- ولكن شغف لوفريدو بالارتقاء الروحي قاده إلى روان، حيث استأثرت شهرة القديس سيدونيوس، ذي الأصل الإيرلندي المبارك، بقلبه. فاستقبله القديس بحفاوةٍ ومنحه الثوب الرهباني رمزًا للتكريس، وأرسله ليضم إلى دير أنسبيرتو، أسقف روان الجليل.
- وفي حوالي عام 690 للميلاد، وبناءً على مشورة سيدونيوس وأنسبيرتو الحكيمة، قرر لوفريدو العودة إلى منطقة إيفرو، ليستقر على بعد خمسة عشر كيلومترًا شمال المدينة، على ضفاف نهر إيوري الفضي المتعرج، ليقيم هناك صرحًا مباركًا، ديرًا يكون منارةً للتبشير ومركزًا للإشعاع الروحي
- . وقد اختار لوفريدو هذا المكان تحديدًا، حيث كان قد قضى فيه خمسة عشر عامًا خلت، وكأن القدر كان يدخر له هذه البقعة المقدسة.
- وتُروى رؤيا مباركة رآها أسقف روان في منامه، حيث تجلى له صليبٌ خشبيٌ متألقٌ يرتفع شامخًا، وحوله هالةٌ من الرسل والقديسين الأطهار. فاستلهم الأسقف من هذه الرؤيا تأسيس دير الصليب المقدس لسانت كوين، الذي تغير اسمه فيما بعد ليحمل اسم مؤسسه المبارك.
وكان لوفريدو أول رئيسٍ لهذا الدير، يرعاه ويسهر عليه لمدة ثمانية وأربعين عامًا حافلة بالعطاء والخدمة. - عاش لوفريدو في ذلك المقام المقدس، مكرسًا حياته لرسالة المسيح السامية، فاجتمع حوله العديد من التلاميذ والمريدين، وتوافد إليه سكان المناطق المجاورة طلبًا للإرشاد والنصائح الروحية، وملتمسين يد العون والمساعدة المادية. كان قلب لوفريدو يفيض رأفةً وعطفًا على الفقراء والمرضى، فكان يولي اهتمامًا خاصًا بهم. إلا أن سخاءه وكرمه الفائض أثارا حفيظة أسقف المدينة في بادئ الأمر، خاصةً بسبب المائدة اليومية التي كان يقيمها لإطعام جموع المحتاجين والمشردين.
- ولكن سرعان ما تبددت تلك الغيوم، واعتذر الأسقف عن سوء الظن، بل وبدأ يقدم له العون والمساعدة في إطعام الفقراء وعلاج المرضى، معترفًا بقداسة لوفريدو ونبل مقاصده.
- وشهدت تلك الحقبة المباركة العديد من المعجزات والآيات التي تمت على يد لوفريدو، بل واستمرت كراماته حتى بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى. وفي الحادي والعشرين من شهر يونيو عام 738 للميلاد، أسلم لوفريدو الروح بعد حياةٍ مديدةٍ قضاها في خدمة الكنيسة ورئاسة الدير. وووري جثمانه الطاهر في كنيسة الدير، ليشهد المكان على قصة حياةٍ مباركةٍ وعطاءٍ لا ينضب.