استيقظت مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، فجر اليوم الجمعة، على وقع انفجار عنيف خلف دمارًا واسعًا وعشرات الإصابات، بعد سقوط صاروخ إيراني ثقيل فشلت منظومات الدفاع الجوي في اعتراضه، في تطور لافت دفع الجيش الإسرائيلي لفتح تحقيق فوري في الحادثة.
وفيما أقر جيش الاحتلال رسميًا بسقوط الصاروخ بشكل مباشر في المدينة دون اعتراضه، كشفت القناة الـ12 الإسرائيلية، نقلًا عن مصدر مطلع، أن الصاروخ كان يحمل رأسًا حربيًا مدمرًا يزن أكثر من 300 كيلوجرام من المواد المتفجرة.
بئر السبع
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان له أن فرقه المختصة هرعت إلى موقع سقوط الصاروخ، بينما أكدت شرطة بئر السبع أن فرق الإنقاذ عملت على إجلاء جميع السكان الذين حوصروا داخل أحد المباني السكنية المتضررة جراء شدة الانفجار.
من جانبها، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر عسكرية إسرائيلية تأكيدها أن منظومات الدفاع الجوي لم تنجح في التعامل مع الصاروخ المطلق من إيران، مشيرة إلى أن "الحادثة قيد التحقيق" لفهم أسباب هذا الإخفاق.
وعلى الصعيد الإنساني، أفاد الإسعاف الإسرائيلي، بحسب القناة الـ12، بأن الهجوم أسفر عن إصابة 7 إسرائيليين بجروح متفاوتة، بالإضافة إلى إصابة 30 آخرين بحالات هلع وصدمة جراء قوة الانفجار.
وأظهرت المشاهد التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي حجم الأضرار الكبير، حيث تصاعدت أعمدة الدخان من موقع السقوط واندلعت حرائق التهمت عددًا من المركبات.
ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد أصاب الصاروخ مرآبًا للسيارات محدثًا حفرة عميقة، كما لحقت أضرار بشقق سكنية مجاورة.
مايكروسوفت
وفي السياق ذاته، أعلنت شركة القطارات الإسرائيلية عن إغلاق محطة بئر السبع بسبب الأضرار التي لحقت بها، في حين أفادت شبكة "سي إن إن" باندلاع حريق بالقرب من مكتب شركة "مايكروسوفت" في المدينة.
في المقابل، قدمت طهران روايتها للحدث، حيث أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن الهجوم الصاروخي استهدف "مركز غاف يام نيغيف التكنولوجي"، مؤكدة أن هذا المركز يضم مؤسسات عسكرية وسيبرانية نشطة.
ويأتي هذا الهجوم في إطار ما وصفته إيران بـ"موجة جديدة" من الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، ففي وقت لاحق اليوم، قالت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن صفارات الإنذار دوت في جنوب الجولان بعد رصد تسلل طائرة مسيرة، قبل أن يعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اعتراضها.
وتأتي هذه التطورات في خضم مواجهة مباشرة هي الأكبر بين الطرفين، بدأت منذ فجر 13 يونيو الجاري، حين شنت إسرائيل هجمات واسعة على إيران استهدفت منشآت نووية وقواعد عسكرية وقيادات وعلماء.
وردت إيران بشن هجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي.
