أعرب مجلس الاتحاد اللوثري العالمي (LWF) عن قلقه العميق من التحولات العالمية المتسارعة في أولويات السياسات الدولية، والتي باتت تُضعف بشكل واضح من جهود التنمية والمساعدات الإنسانية وبناء السلام.
وحذر المجلس في بيان رسمي من أن العديد من الحكومات المانحة بدأت في تقليص دعمها لبرامج تنموية وإنسانية أثبتت فاعليتها على مدى سنوات، رغم الارتفاع المتزايد في حجم الاحتياجات على مستوى العالم.
تراجع التمويل يهدد التعاون الدولي وحقوق الإنسان
وأوضح البيان أن هذا التراجع لا يهدد فقط حياة المستفيدين المباشرين من المساعدات، بل يضرب في عمق القيم الأساسية التي قام عليها النظام الدولي، مثل التعاون متعدد الأطراف، وحقوق الإنسان، والقيم الديمقراطية.
وأضاف: "إن انسحاب الدعم يُشكل انتهاكًا صريحًا للالتزامات الدولية المتعلقة بالسلام والعدالة والتنمية المستدامة".
تقدير للجهود الثابتة رغم التحديات
رغم هذه التحديات، أشاد المجلس بالتزام خدمة العالم التابعة للاتحاد اللوثري، إلى جانب الكنائس الأعضاء والشركاء الدوليين، بمواصلة عملهم الإنساني لصالح الفئات الأكثر ضعفًا وتهميشًا في المجتمعات حول العالم.
ودعا المجلس الأسرة اللوثرية العالمية إلى النظر إلى المساعدات الإنسانية والتنموية ليس كأعمال خيرية، بل كأفعال نابعة من روح العدالة والتضامن والإيمان، مشددًا على أنها تعكس جوهر الرسالة الشاملة للكنيسة.
رفض تسييس المساعدات وتحويلها لأدوات ضغط
وحذر البيان من استغلال المساعدات لأغراض سياسية أو لتقييد الهجرة، مطالبًا المجتمع الدولي بالتصدي لمحاولات إعادة توجيه المساعدات بما يخالف مقاصدها الإنسانية.
"نقف مع المظلومين... اقتداءً بالمسيح"
واختتم المجلس بيانه بالتأكيد على التزامه الأخلاقي والروحي بالوقوف إلى جانب الفقراء والمظلومين، مسترشدًا في ذلك بسيرة المسيح وتعاليمه. "سنواصل الدفاع عن العدالة، والعمل من أجل الكرامة، والمطالبة بالحق في التنمية والحياة، أينما كان الإنسان يعاني من الإقصاء أو الظلم".