تقدمت الباحثة السعودية "مرام بنت بندر العصيمي" ببحث لكلية العلوم جامعة المنصورة حول العلاج باليود المشع وهو علاج طبي يستخدم نظير اليود المشع (I-131) لتدمير خلايا الغدة الدرقية وخلايا سرطان الغدة الدرقية التي قد تبقى بعد استئصال الغدة جراحياً
الدراسة جاءت تحت رعاية الدكتور شريف خاطر رئيس جامعة المنصورة والدكتور طارق غلوش. نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث ,والدكتور أسامة العيان عميد كلية العلوم . والدكتور إيهاب عبد اللطيف وكيل الكلية للدراسات العليا، وتحت إشراف دكتور حسام صلاح الدين أستاذ الفيزياء الحيوية المساعد و رئيس مجموعة أبحاث الفيزياء الحيوية بكلية العلوم .
سرطان الغدة الدرقية
وفالت ”مرام بنت بندر العصيمي " لـ “البوابة نيوز“ : يتم تناول اليود المشع عن طريق الفم على شكل كبسولات أو سائل، حيث تمتصه خلايا الغدة الدرقية بشكل خاص، مما يسمح بتوجيه الإشعاع مباشرة إلى هذه الخلايا وتدميرها دون تأثير كبير على باقي أنسجة الجسم.
ويستخدم هذا العلاج بشكل رئيسي لعلاج سرطان الغدة الدرقية المتمايزة، وكذلك لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية وأمراض أخرى مثل مرض غريفز. بعد الجراحة.
وأكدت العصيمي ان العلاج باليود المشع يساعد في إزالة أي خلايا درقية متبقية قد تكون سرطانية، كما يستخدم لعلاج الحالات التي ينتشر فيها السرطان إلى العقد الليمفاوية أو أجزاء أخرى من الجسم.
آثار جانبية محتملة
وأشارت الى ان العلاج آمن بشكل عام، مع آثار جانبية محتملة مثل جفاف الفم، التهاب الغدد اللعابية، أو قصور الغدة الدرقية، ويراعى خلال فترة العلاج اتخاذ احتياطات لتقليل التعرض الإشعاعي للآخرين، مثل تجنب الاتصال المباشر لفترات طويلة مع النساء الحوامل والأطفال.
وأوضحت العصيمى ان العلاج باليود المشع من العلاجات القياسية التي تزيد من معدل البقاء على قيد الحياة لدى مرضى سرطان الغدة الدرقية.. مشيرة الى دراسات اجريت على عدد من المرضى فى المملكة العربية السعودية ( مع مراعاة جميع بروتوكولات اخلاقيات البحث العلمى و حقوق المريض) وتم تقييم تأثير الجرعات المنخفضة (1.1 جيجا بيكريل أو 30 ملي كيوري) والعالية (3.7 جيجا بيكريل أو 100 ملي كيوري) من اليود المشع في علاج سرطان الغدة الدرقية المتمايزة (DTC) لدى 100 مريض بالغ خضعوا لاستئصال كامل أو شبه كامل للغدة الدرقية، وتم تصنيف المرضى إلى مخاطر منخفضة ومتوسطة بناءً على معايير الجمعية الأمريكية للغدة الدرقية (ATA).
فرق معنوي في فعالية العلاج
وقالت : النتائج أظهرت انخفاض مستويات الثيروغلوبولين (Tg) إلى أقل من 10 نانوغرام/مل في كلا المجموعتين، مع نسب نجاح بلغت 72% في مجموعة الجرعة العالية و66% في مجموعة الجرعة المنخفضة، دون وجود فرق معنوي في فعالية العلاج بين المجموعتين. كما أظهرت الدراسة أن معدل نجاح إزالة الأنسجة الدرقية المتبقية كان متقاربا بين الجرعتين (حوالي 82%)، مما يدعم استخدام الجرعة المنخفضة كخيار مفضل للمرضى ذوي المخاطر المنخفضة إلى المتوسطة. بالإضافة إلى ذلك، بحثت الدراسة العلاقة بين العمر (45 سنة كمعيار حد فاصل) وتصنيف TNM في المرضى الذين خضعوا للعلاج باليود المشع قبل ستة أشهر من التصنيف، حيث لم تُظهر النتائج فروقًا معنوية في مراحل الورم (T) والعقد اللمفاوية (N) بين المجموعتين العمرية، بينما كانت هناك فروق معنوية في مرحلة الانتشار البعيد (M).
وأضافت : هذه النتائج تشير إلى أن العمر عند التشخيص يعد مؤشرًا مهمًا في تصنيف سرطان الغدة الدرقية، وأن الجرعة المنخفضة من اليود المشع تحقق نتائج علاجية مشابهة للجرعة العالية مع تقليل الآثار الجانبية والتكاليف، مما يجعلها خيارًا موصى به في حالات المخاطر و تم نشر نتائج الدراسة فى احدى المجلات العالمية المتخصصة Journal of Radiation Research and Applied Sciences.
ازالة الأنسجة الدرقية
وأوضحت العصيمي انه بالإضافة إلى ان الدرسة خلصت الى ان معدلات النجاح في إزالة الأنسجة الدرقية المتبقية ومعدلات تكرار المرض متقاربة بين الجرعتين، مع تفوق الجرعات المنخفضة في تقليل الآثار الجانبية مثل تلف الغدد اللعابية وتقليل التعرض للإشعاع، بالإضافة إلى إمكانية إجراء العلاج بشكل خارجي دون الحاجة للعزل في المستشفى، مما يقلل التكاليف والعبء النفسي على المرضى، بينما تظل الجرعات العالية مخصصة للحالات ذات المخاطر العالية أو وجود بقايا مرضية واضحة، مما يجعل الجرعات المنخفضة الخيار المفضل لمعظم المرضى ذوي المخاطر المنخفضة إلى المتوسطة مما يفتح باب الامل لمرضى الغدة الدرقية برفع نسب الشفاء دون و اعادة نمو الخلايا السرطانية دون التعرض لجرعات اشعاعية عالية.

