في فجر يوم الجمعة، صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها العنيف على محافظة طولكرم، في عملية عسكرية ممنهجة طالت البلدات الشرقية والشمالية، وسط انتشار كثيف لفرق المشاة، وآليات مدرعة ثقيلة، ترافقت مع جرافات قلبت وجه الأرض وهشّمت ملامح الأحياء.
في بلدة بلعا شرق طولكرم، اقتحمت القوات المدججة بالسلاح شوارع البلدة ترافقها جرافة عسكرية، واقتحمت المنازل بعد تكسير الأبواب وتحطيم محتويات البيوت بعنف متعمد، تاركة خلفها مشهدًا من الفوضى والدمار.
لم تسلم المركبات من الاعتداء، إذ أُعطبت الإطارات وتكسرت الواجهات.
الامتداد العسكري طال أحياء البلدة الشرقية والغربية، وحتى منطقة الرأس التي شهدت مداهمات مكثفة.
مصادر محلية أفادت لوكالة "وفا" أن جنود الاحتلال استولوا على عدد من المنازل، حولوها إلى ثكنات عسكرية، وزرعوا القناصة فوق الأسطح، بعد أن أجبَروا سكانها على إخلائها قسرًا، مهددين بمنع عودتهم مدة أسبوع كامل. ومن بين المعتقلين، المواطن نصر نصوح، الذي اقتيد من منزله بعد تفتيشه.
العدوان لم يتوقف عند بلعا، بل امتد إلى عنبتا وضاحية كفر رمان، حيث انتشرت الآليات العسكرية وفرق المشاة في الشوارع والأزقة، وسط عمليات تمشيط وتفتيش موسعة.
اقتحام إسرائيلي
شمالًا، اقتحمت القوات بلدة عتيل بعدد كبير من الآليات والجرافات، التي داهمت المنازل وخلّفت دمارًا واسعًا في محتوياتها. ومرة أخرى، تم تحويل بعض المنازل إلى مواقع عسكرية، بعد تهجير أهلها تحت تهديد السلاح. ترافقت هذه الاعتداءات مع اقتحام عدد من المحال التجارية، التي تعرضت للتخريب الكامل بعد خلع أبوابها، وسط إطلاق مكثف لقنابل الصوت.
الجرافات العسكرية لم تتوقف، فقد عمدت إلى إغلاق طرقات رئيسية بالسواتر الترابية، وأجرت أعمال تجريف عشوائية ألحقت أضرارًا بالبنية التحتية. من أبرز الطرق التي أغلقت: مثلث عتيل، الطريق بين عتيل وعلار، والطريق الرابط بين عتيل وزيتا، ما أدى إلى عزل عتيل بالكامل عن محيطها الخارجي.
العدوان طال كذلك بلدة دير الغصون، التي فُرض عليها حصار جزئي بإغلاق مداخلها الترابية، خاصة مدخل وادي مصين الرابط بين دير الغصون وبلعا. الجنود داهموا منازل البلدة، واعتقلوا الشاب محمود حمزة غانم، بعد إخضاع السكان للاستجواب والتفتيش.
أما في زيتا، فما زال الاحتلال يواصل عدوانه المستمر لليوم السابع على التوالي، مع عمليات اقتحام ممنهجة، وتخريب متعمد للمنازل، وتحويل بعضها إلى نقاط عسكرية. ويجري كل ذلك وسط تضييق على حركة المواطنين وحرمانهم من أبسط سبل الحياة.
يأتي هذا التصعيد في سياق الحملة العسكرية الأوسع على مدينة طولكرم ومخيميها: طولكرم ونور شمس، التي دخلت يومها الـ145 من الحصار والاقتحامات المتواصلة، حيث دُمّرت منازل، وهُدمت بنى تحتية، وأُنهكت المدينة تحت وقع الاجتياح والترويع اليومي.