صبرى عبدالمنعم… وجهٌ يعرفه القلب قبل الشاشة

الجمعة 20/يونيو/2025 - 11:17 ص 6/20/2025 11:17:36 AM

ليس من السهل أن تحفر لنفسك مكانة راسخة فى ذاكرة المشاهد العربى، وأن تمرّ العقود وتبقى ملامحك مألوفة، وصوتك دافئًا، وحضورك مطمئنًا. صبرى عبدالمنعم هو من هؤلاء القادرين على أن يكونوا جزءًا من الحكاية دون أن يزاحموا، وعلى أن يتركوا الأثر دون صخب.
فى زمنٍ كانت فيه الكاميرا تختبر صدق الممثل قبل نجوميّته، خرج صبرى عبدالمنعم من عباءة المسرح، محمّلًا بالجدّية والاحتراف، ليقدّم عبر السينما والتليفزيون والمسرح، شخصية الرجل العادى، القريب، الأخلاقى، المساند دومًا للبطل.. لكنه، دون أن يشعر أحد، كان هو البطل الأهدأ فى الخلفية.
شارك فى مئات الأعمال، منها ما أصبح مرجعًا فى الدراما، مثل رأفت الهجان، الشهد والدموع، أوبرا عايدة، حديث الصباح والمساء، سوق العصر، وغيرها من المسلسلات التى عبرت الزمن وبقيت خالدة بفضل صدق من شارك فيها.
ولم يكن صبرى عبدالمنعم يومًا باحثًا عن الأضواء، لكنها كانت دائمًا تبحث عنه. لم تكن الأدوار تقاس عنده بمساحة المشهد، بل بمقدار الصدق فيه. وهكذا بقى حضوره أقوى من كثيرين مرّوا ببطولات موسمية، ثم غابوا دون أثر.
هو زوج محبّ، وأب عطوف، ورفيق حياة لفنانة نشأت فى كنف عائلة فنية عريقة. وتلك العلاقة التى جمعته بابنة عبدالمنعم إبراهيم، ليست فقط حكاية حب، بل قصة تكامل إنسانى بين جيلين، يُشبهان بعضهما فى الطيبة والصدق.
ورغم المرض، ورحلة العلاج القاسية، بقى صبرى عبدالمنعم شامخًا. لم يستسلم. انتصر للبسمة، وللكرامة، وللإيمان بأن الله لا ينسى من أخلص. وحين زاره الأصدقاء فى محنته، كان هو من يواسيهم ويبتسم. لأن بعض القلوب لا تعرف الهزيمة، وبعض الأرواح لا يطفئها ألم.
صبرى عبدالمنعم ليس فقط فنانًا قديرًا، بل إنسان يعلّمنا أن البقاء فى الذاكرة لا يحتاج إلى بطولة من ورق، بل إلى صدق عابرٍ للسنين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الحرب العالمية الكشرية.. صواريخ مصرية لدعم إيران
التالى انطلاق القمة المصرفية العربية الدولية 2025 بباريس