ذكرى رحيل الروائي الكبير جوزيه ساراماجو.. هكذا كان يزرع كلماته كـ"شجر الزيتون"

تحل اليوم ذكرى رحيل الروائي الكبير جوزيه ساراماجو، الذي توفى في 18 يونيو 2010، وفي حوار له ترجم ونشر على صفحات مجلة الجسرة الثقافية تحدث ساراماجو عن طريقته في الكتابة.

جوزيه ساراماجو

يقول جوزيه ساراماجو: "عندما يكون لدي شيء أقوله عليَ أن أخلق الشروط أو الأحوال المناسبة لأجل كتابته وفي الحياة التي أخوض فيها، ذلك غير سهل دائمًا، لقد سافرت مؤخرًا إلى إيطاليا وألمانيا، إلى تيمور وأمريكا، وبيلار، ومؤخرًا قضيت شهرًا في لشبونة.

ويضيف: "لكن مع كل السفر الذي تسببت فيه جائزة نوبل عام 98، لا أزال قادرًا على الكتابة، بالرغم من أن الكتابة قد تحتاج مني فترات أطول قليلًا.

وعن كتابته يقول: "أكتب فقط في البيت، لا يمكنني الكتابة في الفنادق، أو في منزل صديق - مستحيل تماما! أنا ببساطة غير قادر على هذا، لا شيء يمكن أن يتدفق من رأسي، وهذا كل ما في الأمر، لكن عندما تتضح المعالم الرئيسية للعمل، عندما تكون لدي فكرة، فإنها تصبح هاجسا. فقد أردت مثلا لروايتي "الكهف" أن تنشر هذا العام في البرتغال، ولحسن الحظ يحدث هذا نصفي الحسن (الآخر) سيقول: إن رؤيتي وتركيزي يجعلان هذا ممكنا.

رواية الكهف

ويكمل: بالنسبة لرواية "الكهف" كنت أكتب أربع صفحات يوميًا إنها مسألة التنظيم العقلي، ربما لا يبدو هذا كثيرًا، لكن ما ساعدني هو أنني بدأت بفكرة واضحة نوعًا ما عما أردت قوله من أوضاع أو مواقف معينة، لدي علاقة صداقة بكتابتي، وربما يكون هذا استثنائيًا وغير شائع، وهو ما أقارنه بنمو الشجرة التي تم غرسها ونمت وطرحت بطريقة تبدو في آن واحد متوقعة وغير متوقعة، إنها متوقعة؛ لأننا إذا غرسنا مجرد شجرة زيتون، فنحن نعرف ما هي النتيجة، من السهل التعرف على شجرة الزيتون. لكن هناك درجة كبيرة من عدم التنبؤ؛ إذ ليست هناك شجرتا زيتون متشابهتان. بالمثل، الكتاب يتجذر، وينمو وفق منطقه الخاص.

ويختتم جوزيه ساراماجو: "ليس بإمكاني كتابة أربعين صفحة والعودة لتحويلها إلى ثمانين، لا يمكنني إعادة صياغة كتابة مائة وعشرين صفحة وتحويلها إلى مائتين لا أبدأ بخطوط عريضة مفصلة. إعداد قصة سلفًا بشكل مفصل جدًا هو إجبارها على الوجود قبل أن تأتي إلى الوجود، لا، كل كتبي بدأت كأفكار كتب ثم توسعت بفعل الكتابة، إلى أن وصلت إلى نهاياتها.