منذ صباح اليوم ، طرأت تحولات لافتة على قوة الردع الإيرانية، دون أن تُسجَّل أي شحنة صواريخ جديدة وصلت إلى طهران، ورغم ذلك، فوجئت إسرائيل بنوع جديد من الصواريخ الفتاكة، وصفه الجيش الإسرائيلي بـ"الصواريخ الانشطارية".
هذه الصواريخ تنفجر في السماء، لتتحول رؤوسها إلى عدة مقذوفات صغيرة، يزن كل منها نحو 3 كيلوجرامات من المتفجرات، وتتوزع على مساحة تصل إلى 7 كيلومترات، مما تسبب بدمار واسع وغير مسبوق.
ورغم إعلان السلطات الإسرائيلية إصابة 271 شخصًا، إلا أن هذا الرقم يبدو محاولة لتهدئة الهلع الجماهيري، في ظل موجة نزوح جماعي داخل الأراضي المحتلة، حيث بات نحو 5,000 شخص بلا مأوى بعد أن تهدمت منازلهم بفعل الضربات.
ويمكن استنتاج أن عدد القتلى الحقيقي أعلى بكثير، من خلال مقاطع الفيديو التي أظهرت عمليات نقل مكثفة للجنود المصابين إلى مستشفى سوروكا.
أهداف عسكرية
في هذا السياق، صرّح عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، بأن المستشفى الإسرائيلي لم يكن هدفًا مباشرًا، وأن الجزء الذي تضرر منه قد أُخلي مسبقًا، مشيرًا إلى أن الصواريخ الإيرانية كانت موجهة نحو منشآت عسكرية واستخباراتية.
حالة من الارتباك سادت تل أبيب، دفعت الحكومة إلى التراجع عن تصريحات سابقة تحدثت عن استهداف منشأة بوشهر النووية.
إسرائيل أوضحت لاحقًا أن التصريح بشأن قصف المنشأة كان خطأً، خاصة بعد التحذير الروسي الصريح، إذ يعمل في بوشهر عدد من الخبراء الروس، واستهدافها كان يؤدي إلى كارثة إشعاعية تطال منطقة الخليج بأكملها.
والسؤال الذي بدأ يطرح نفسه منذ ساعات الصباح الأولى: كيف نجحت إيران في تطوير ردعها بهذه السرعة؟
الإجابة تتضح شيئًا فشيئًا، فبحسب مصادر إيرانية، تم تقليص نشاط العملاء داخل إيران بشكل ملحوظ، مع إعلان طهران اعتقال 24 جاسوسًا غرب العاصمة، إضافة إلى تعطيل شبكة الإنترنت التي كانت تسهّل عمليات الرصد الجوي للمُسيّرات الإسرائيلية.
هذه التطورات أدّت إلى فجوة في جمع المعلومات الاستخباراتية، ومن ثم تأخير رصد إطلاق الصواريخ الإيرانية التي أصبحت لا تستغرق سوى 10 دقائق للوصول إلى الأراضي المحتلة، مقارنة بنحو 30 دقيقة في الهجمات السابقة.
وفي ظل هذه المعادلات الجديدة، اختتم الإعلام الإيراني تغطيته بتحذير صريح: "هذه الليلة لن تكون كسابقاتها".