أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، أن إيران أطلقت صاروخًا باليستيًا واحدًا على الأقل يحمل رأسًا حربيًا يحتوي على قنبلة عنقودية، استهدف وسط إسرائيل، في تصعيد خطير وغير مسبوق في المواجهة الإقليمية المتصاعدة.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي، وفق ما نقلته وسائل إعلام رسمية، إن "هذا النوع من الصواريخ يشكل تهديدًا واسع النطاق يتجاوز بكثير تأثير الرؤوس الحربية التقليدية، نظرًا لقدرته على إحداث دمار واسع ومركّز عبر القنابل العنقودية المتشظية".
ويُعد هذا التطور أول إعلان رسمي من تل أبيب عن هجوم مباشر بصاروخ باليستي إيراني على أراضيها، ما قد ينذر بتغيير جذري في قواعد الاشتباك في المنطقة، ويُصعّد من خطر الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وإيران.
ولم يوضح الجيش الإسرائيلي ما إذا كان الصاروخ قد تم اعتراضه، أو حجم الأضرار والخسائر الناتجة عنه، فيما لم تصدر طهران أي تعليق رسمي حتى الآن على الاتهامات الإسرائيلية.
ويأتي هذا الاتهام في ظل توتر إقليمي بالغ الخطورة، على خلفية الحرب الجارية في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، والتي امتدت تداعياتها إلى جبهات أخرى، بينها الجنوب اللبناني، والبحر الأحمر، والعراق، وسوريا، حيث تنشط مجموعات حليفة لإيران.
ويرى مراقبون أن هذا الهجوم المحتمل يعكس تحولًا في طبيعة الرد الإيراني، من الحرب بالوكالة إلى الاشتباك المباشر، ما يعزز المخاوف من تحول الصراع إلى حرب إقليمية شاملة تشترك فيها أطراف دولية، وتؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط برمته.
كما يُسلّط الحدث الضوء على تنامي قدرات إيران الصاروخية، ولا سيما في مجال تطوير رؤوس حربية عنقودية، تُعتبر من الأسلحة المحظورة بموجب الاتفاقيات الدولية لما تسببه من أضرار طويلة الأمد على المدنيين.
من المتوقع أن تثير هذه الواقعة ردود فعل واسعة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي، وسط دعوات متزايدة لاحتواء التصعيد ومنع انزلاق الأوضاع إلى حرب لا يمكن السيطرة عليها.