شن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هجومًا حادًا على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بعد قرار الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الأخير، واصفًا باول بأنه "شخص غبي" يقود السياسة النقدية في البلاد.
وقال ترامب، خلال مؤتمر صحفي، إن باول "لا يمتلك أي رؤية اقتصادية"، مضيفًا: "لدينا شخص غبي في الفيدرالي... أوروبا خفضت أسعار الفائدة أكثر من عشر مرات ونحن لا نفعل شيئًا، هو لا يفهم السوق، ويتصرف كسياسي، وليس كمصرفي مركزي حقيقي."
وأشار ترامب إلى أنه كان يتوقع أن يتخذ الفيدرالي قرارًا بخفض الفائدة لدعم النمو الاقتصادي في ظل التوترات التجارية والضغوط التضخمية، وسخر قائلًا: "هل يمكنني تعيين نفسي رئيسًا للفيدرالي؟ أعتقد أنني سأقوم بعمل أفضل بكثير."
وأكد جيروم باول، أن قرارات الفيدرالي تُبنى على معطيات اقتصادية مدروسة، وليست خاضعة للتأثيرات السياسية. وقال في مؤتمر صحفي عقب اجتماع لجنة السياسات النقدية: "نحن نعمل باستقلالية تامة ونراقب البيانات والمؤشرات عن كثب. لا نرى مبررًا لتسرع في خفض الفائدة حاليًا، خاصة مع مؤشرات الاستقرار في سوق العمل."
وأكد باول أن المجلس لا يستبعد اتخاذ قرار بخفض الفائدة لاحقًا هذا العام، مشيرًا إلى أن اللجنة ترى أن هناك مجالين محتملين لخفض الفائدة في الاجتماعات المقبلة، إذا استمرت مؤشرات التباطؤ الاقتصادي أو ارتفعت مستويات البطالة.
ويرى محللون أن تصريحات ترامب تحمل بُعدًا انتخابيًا، خاصة مع اقتراب حملة الانتخابات الرئاسية، حيث يسعى إلى تحميل باول مسؤولية التباطؤ المحتمل في الاقتصاد الأمريكي، رغم تأثير القرارات السياسية مثل الرسوم الجمركية والقيود التجارية.
وليست هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها ترامب رئيس الفيدرالي؛ إذ سبق أن وصفه بـ"العدو الأكبر" للاقتصاد الأمريكي في 2019، بعد رفضه خفض الفائدة خلال الحرب التجارية مع الصين. ورغم أن ترامب هو من عيّن باول في 2018، فإن الخلافات بين الطرفين استمرت طيلة ولايته.
يعكس الهجوم الجديد تصاعد حدة الخطاب بين السياسة والاقتصاد في الولايات المتحدة، في وقت تتطلب فيه الأسواق رسائل طمأنة واستقرار. وبينما يتمسك الفيدرالي بنهجه الحذر والمبني على البيانات، يبدو أن المواجهة مع ترامب لم تصل إلى محطتها الأخيرة بعد.
