بمناسبة ذكرى ميلاده التي توافق 15 يونيو، نُسلّط الضوء في هذا التقرير على مسيرة واحد من أعمدة الفن المصري، الفنان الراحل حسن حسني، الذي لم يكن مجرد ممثل، بل كان مدرسة في الأداء وتاريخًا من البهجة والصدق الفني، ترك بصمته في كل بيت عربي، وبقيت روحه تضحك وتبكي معنا رغم الغياب.
نشأة حسن حسني
وُلد حسن حسني في 15 يونيو عام 1931 بحي القلعة في القاهرة، وعاش طفولة صعبة بعد أن فقد والدته في سن السادسة، بدأ مشواره الفني مبكرًا في المدرسة، ولفت الأنظار إلى موهبته منذ أول عرض مسرحي، التحق بعد ذلك بفرقة المسرح العسكري خلال خدمته بالجيش، ومنها إلى المسرح القومي، حيث أثبت قدرته على تقمّص الشخصيات بدرجة مذهلة.
انطلقت مسيرته السينمائية التي يرصدها موقع تحيا مصر في هذا التقرير بشكل حقيقي من خلال أدوار صغيرة في أفلام مثل "الكرنك"، لكنه جذب الأنظار بقوة في فيلم "سواق الأتوبيس" عام 1982، ليصبح بعدها من أهم نجوم السينما، عُرف حسن حسني بلقب "الجوكر" لأنه كان عنصرًا ثابتًا في نجاح الكثير من الأفلام، خصوصًا في فترة الألفينات، حيث شارك في أعمال أصبح بعضها من أيقونات السينما المصرية، مثل "الناظر"، و"اللمبي"، و"ميدو مشاكل"، و"كتكوت"، وغيرها من الأعمال التي ساهمت في بروز نجوم شباب مثل محمد سعد، أحمد حلمي، كريم عبد العزيز، محمد هنيدي وعلاء ولي الدين.
كوميديا حسن حسني
لم يكن حسن حسني نجمًا كوميديًا فقط، بل كان ممثلًا شاملاً استطاع أن يتقمص كافة الأنماط الدرامية من التراجيديا إلى الكوميديا الساخرة، وقدّم أدوارًا راسخة في مسلسلات مثل "رأفت الهجان"، و"أبنائي الأعزاء شكرًا"، و"رد قلبي"، و"سلطانة المعز"، الذي عُرض في رمضان قبل وفاته، وكان آخر أعماله.
في عام 2018، تم تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي بمنحه جائزة فاتن حمامة التقديرية عن مجمل أعماله، وهو التكريم الذي أسعده كثيرًا، خاصة لأنه جاء وهو لا يزال حيًا ويواصل العطاء، على حد وصفه خلال الحفل.
حسن حسني يفقد ابنته
على المستوى الشخصي، عانى حسن حسني من فقد ابنته الشابة "ريهام" بعد صراع مع مرض السرطان، وهو ما شكّل له ألمًا كبيرًا لم يفارقه، ومع ذلك، ظل حسن حسني قريبًا من الجمهور، يظهر بابتسامته المعتادة وصوته المميز الذي رافق أجيالًا كاملة.
توفي حسن حسني في 30 مايو عام 2020 عن عمر ناهز 88 عامًا بعد تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة، ولكن لم يغب حضوره الفني ولا إنسانيته عن ذاكرة الجمهور. فقد بقي صوته، وصورته، وضحكته جزءًا من ذاكرة الفن العربي، ممثلًا لكل الأجيال، ومرآة لفنان لا يُكرر.
ذكرى ميلاده اليوم ليست مجرد احتفال بشخص، بل هي وقفة مع زمن من البهجة والعمق الفني والصدق الذي ميّز مسيرة فنان أعطى الفن عمره كله، وكان جزءًا من حياة كل من أحب الشاشة المصرية.