إعلانات لا تنسى.. تعرف على أناقة ثلاثينيات مصر

في عام 1938، لم يكن زفاف الملك فاروق والملكة فريدة مجرد مناسبة اجتماعية عابرة، بل كان حدثا قوميا احتفى به الإعلام المصري بكل أشكاله، وعلى رأس هذه التغطيات جاء العدد الخاص من مجلة المصور الذي حمل عنوان "الزواج الملكي"، والذي بيع وقتها بسعر عشرة قروش، وهو مبلغ لا يستهان به مقارنة بمعدل الأسعار آنذاك لكنه كان يستحقه بكل جدارة، نظرا لما حواه من توثيق دقيق ومصور لحفل الزفاف الأسطوري، إلى جانب محتوى بصري وتحريري فريد من نوعه، أهمه وأجمله على الإطلاق: الإعلانات.

391.jpeg

الإعلانات في هذا العدد لم تكن مجرد فواصل تجارية، بل كانت قطعا فنية بذاتها، تعكس روح العصر، وذوق المجتمع، ومستوى الرقي في التصميم والطباعة، وتكشف لنا عن خريطة أولويات المستهلك المصري في ثلاثينيات القرن العشرين.

392.jpeg

إعلانات تجذبك ببساطتها

حين تتصفح عدد "الزواج الملكي"، تشعر وكأنك تمشي في شوارع القاهرة الخديوية: كل إعلان له طابع أنيق، بسيط، ويخاطب المتلقي بلغة سلسة، راقية، وخالية من الزخرفة الزائدة، لا صراخ لوني ولا مبالغات في العناوين، بل رقي مدروس في الصور والكلمات.

المونتاج اليدوي.. فن ما قبل الديجيتال

العدد مليء بنماذج من المونتاج اليدوي، الذي كانت تنفذه فرق التحرير والطباعة باستخدام المقص والصمغ والحروف المعدنية، تلاحظ بوضوح كيف تم تنسيق الصور بطريقة محكمة، حيث توضع صور الملك والملكة في أعلى الصفحة، وتوزع الصور الثانوية حولها في توازن فني دقيق.

dcb6d1da10.jpg

في بعض الإعلانات، جرى استخدام فن "الكولاج" اليدوي، بوضع صورة منتج داخل رسم يدوي لخزانة أنيقة أو غرفة جلوس راقية، ما يعطي الانطباع بأن المنتج جزء من الحياة اليومية للطبقة الأرستقراطية.

394.jpeg

كما تظهر الخطوط المستخدمة في الإعلانات بروح الـ"آرت ديكو" المنتشرة في ذلك الزمن: خطوط هندسية، متوازنة، بدون مبالغة، لكنها تعكس ذوقا أوروبيا متأثرا بالمدارس الفنية الحديثة، وملائما تماما لزمن الملكية.

تراث بصري من ذهب

إعلانات عدد "الزواج الملكي" ليست فقط شواهد على الذوق الفني في ذلك الوقت، بل مرآة اجتماعية تعكس طبيعة الطبقة المتوسطة والعليا في مصر الملكية، إنها مستندات بصرية تنبض بالحياة وتظهر كيف كانت الدعاية تلتقي مع الأناقة، بعيدا عن المبالغات، وبلا حاجة لأي "تكنيك" رقمي.

dcf496f3d9.jpg

في زمن لا فيسبوك فيه ولا إعلانات ممولة، كانت صفحة في مجلة تباع بعشرة قروش، كفيلة بأن تخلد اسم منتج في ذاكرة قراء مثقفين، يثقون في ما ينشر، ويتعاملون مع الإعلان باعتباره جزءا من فن الصحافة، لا مجرد مساحة مؤقتة للربح.

396.jpeg
397.jpeg
9fa384632f.jpg
399.jpeg
401.jpeg
952d589fad.jpg
403.jpeg
404.jpeg
470c2360e6.jpg
406.jpeg
eae1790fd2.jpg
408.jpeg
409.jpeg

 

411.jpeg
9b54f4bc4d.jpg
413.jpeg
78d19090f4.jpg
415.jpeg
416.jpeg

 

e2cac3d996.jpg
419.jpeg
420.jpeg
9bde00c6d5.jpg
422.jpeg

 

 

425.jpeg
2408a7d131.jpg

 

428.jpeg
429.jpeg
cc961dc0ec.jpg
431.jpeg
432.jpeg

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مقتل العميد داود شخيان قائد الدفاع الجوي بالقوة الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل