أمريكا.. سر انفجار الشرق الأوسط الجديد

أمريكا.. سر انفجار الشرق الأوسط الجديد
أمريكا..
      سر
      انفجار
      الشرق
      الأوسط
      الجديد

حين تصبح إيران عبئاً َدولياً..

منذ تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل قبل أقل من أسبوع، وتحول هذا التوتر إلى مواجهة مباشرة، برزت الولايات المتحدة الأمريكية كأهم شريك غير معلن وفاعل فى الأفق البعيد للصراع. بصمات البيت الأبيض تظهر بين الحين والآخر – رغم أن الحرب بين إيران وإسرائيل فقط - سواء بالدعم السياسى، أو بالتواجد العسكرى والاستراتيجى فى الخليج والبحر المتوسط، وقبل ذلك كله بالدعم الرئاسى الأمريكى من خلال رسائل دونالد ترامب التى يرسلها فى شكل تصريحات لا لبس فيها للاستسلام غير المشروط لإيران.

اتخذت الإدارة الأمريكية الحالية فى الولاية الثانية لرئاسة دونالد ترامب موقفًا متشددًا وعنيفًا ومعلنًا بوضوح.. بأن أمن إسرائيل هو خط أحمر أمريكى غير قابل للنقاش. وهو ما تؤكده المواقف التالية من خلال: تزويد إسرائيل بأحدث أنظمة الصواريخ المتقدمة التى تمثل الاصدار المتطور من "القبة الحديدية". ودعم معلوماتى من خلال مشاركة عسكرية عبر أقمار التجسس. ونشر قطع بحرية متقدمة من الأسطول الخامس فى الخليج العربى لضمان الردع.
هذا الدعم المطلق يفرض علينا سؤالًا سياسيًا بالغ الأهمية، وهو: هل يتحمل البيت الأبيض التكلفة المادية الهائلة لحرب طويلة الأجل وغير مضمونة العواقب؟ وهل سينجح فى القيام بالتوازن بين حماية حليفتها إسرائيل وبين تجنب الوصول إلى مستنقع الحرب الإقليمية فى استدعاء لسيناريو العراق وأفغانستان بشكل أكثر خطورة؟!

رغم كل التصريحات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، فلم تقم الولايات المتحدة حتى كتابة هذه السطور بتوجيه أى ضربة مباشرة ضد إيران. ويبدو أنها ربما تريد احتوائها وليس إسقاطها. 
لقد كانت إيران قبل الحرب، تمثل عنصر التوازن فى مواجهة النفوذ الصينى والروسى، كما أنها تتمتع بتأييد من البعض فى الشرق الأوسط لدورها فى مناهضة الهيمنة الإسرائيلية.

تحاول واشنطن رسم ملامح خريطة احتواء جديدة من خلال دفع حلفائها من الدول العربية للقيام بدورًا أمنيًا بديلًا. وفى نفس الوقت.. الضغط على الاتحاد الأوروبى لتأييد العقوبات الاقتصادية بدلًا من التدخل العسكرى. وترك إسرائيل فى الحرب حتى لا تتحمل واشنطن ثمن هذا الدم والدمار سياسيًا.

بقى أن نتوقع هنا بعض سيناريوهات الدور الأمريكى مستقبلًا. 
الأول هو استمرار الدعم عن بعد بحيث تبقى الولايات المتحدة الأمريكية على دورها الحالى من خلال تقديم دعم معلوماتى وتسليحى دون تدخل عسكرى مباشرة.. خاصة فى ظل حفاظ إيران على توجيه ضربات محدودة لا تطال قوات أمريكية.
الثانى هو الانزلاق التدريجى نحو المواجهة فى حالة توسع الضربات الإيرانية الموجهة للقواعد العسكرية الأمريكية فى العراق أو قطر، وقد ترد واشنطن بقصف محدود. ويظل أى تصعيد فى هذا الاتجاه قد يفتح أبواب الحرب العالمية على أرض الشرق الأوسط.
الثالث هو التفاوض المضاد خلف الستار بحيث تقوم الصين وروسيا باعتبارهما الوسيك فى سبيل الإنقاذ. وتعود الولايات المتحدة الأمريكية بالاتفاق النووى بشروط صارمة مقابل انهاء حالة الحرب.

نقطة ومن أول الصبر..
أرى أن الولايات المتحدة تلعب لعبة خطيرة.. فهى تريد الاحتفاظ بهيبتها ومكانتها فى المنطقة، بدون أن تغرق فى الحرب. وتتناسى أن كل دعم غير مشروط لإسرائيل.. يضعف من مكانة البيت الأبيض الأخلاقية، ويجعلها شريكًا متضامنًا فى الحرب، وليست مجرد حليف سياسى. وعليها أن تدرك أن الشرق الأوسط لم يعد يتحمل دور "الشرطى" عليها. لقد تجاوز الصراع حدود السيطرة التقليدية، وتحول إلى ثورة ضد غطرسة القوة والهيمنة الزائفة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أسعار تذاكر الأتوبيس الترددي على الطريق الدائري تبدأ من 5 جنيهات وتصل إلى 15 جنيهًا
التالى محافظ مطروح يتفقد سير امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية