الأربعاء 18 يونيو 2025
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
العالم

أظهر تقرير بحثى جديد،. صدر عن مركز أبحاث مستقل متخصص فى الأمن النووي، واستند إلى صور أقمار صناعية وبيانات استخباراتية مفتوحة المصدر، أن الصين أصبحت الدولة الأسرع نموًا فى مجال التسلح النووى عالميًا، حيث يُقدّر أنها تمتلك الآن أكثر من ٦٠٠ رأس نووي، وسط تسارع كبير فى وتيرة الإنتاج منذ عام ٢٠٢٣.
هذه الأرقام تعزز المخاوف العالمية بشأن سباق تسلح نووى جديد، وسط توترات جيوسياسية متصاعدة فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وعلى مدى عقود، كانت الترسانة النووية الصينية تُعتبر متواضعة مقارنةً بالولايات المتحدة وروسيا، اللتين تمتلكان آلاف الرءوس النووية.
ومع ذلك، ومع ازدياد التوترات الاستراتيجية فى بحر الصين الجنوبى وتايوان، ومع التنافس العسكرى مع واشنطن، يبدو أن بكين تتبنى الآن سياسة توسعية فى قدراتها النووية.
ووفقًا لمحللين، فإن الصين قد رفعت من وتيرة تصنيعها للرءوس النووية إلى ما يُقارب ١٠٠ رأس سنويًا منذ بداية عام ٢٠٢٣، وهو ما يمثل تغييرًا جذريًا فى سياستها النووية التى طالما وصفت بـ"الحد الأدنى الرادع.
وأشار التقرير، إلى أن الصين تبنى منشآت جديدة لتخزين الرءوس النووية، وتحديث صوامع الإطلاق الصاروخي، بما يشير إلى استعدادات استراتيجية على المدى البعيد. كما أظهر التقرير أن عدد الرءوس النووية الصينية ارتفع من ٤١٠ فى ٢٠٢٢ إلى أكثر من ٦٠٠ فى منتصف ٢٠٢٥، والمعدل الحالى للإنتاج قد يجعل الصين تمتلك أكثر من ١٠٠٠ رأس نووى بحلول ٢٠٣٠.
وأوضح أن هناك استثمارات كبيرة فى تطوير أنظمة الإطلاق، بما فى ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBMs) وغواصات نووية متطورة.
وقال الخبير فى شئون التسلح النووي، الدكتور مارك هيندلي، من جامعة أكسفورد: إن الزيادة السريعة فى ترسانة الصين النووية تشير إلى تحول استراتيجى كبير، وربما رغبة بكين فى الوصول إلى توازن نووى مع الولايات المتحدة، ما قد يعيد تشكيل قواعد الردع العالمية.
وأضافت إيمى تايلور، الباحثة فى مركز الحد من التسلح بواشنطن، أن هذه الأرقام تثير القلق فى ظل غياب اتفاقيات رقابة نووية تشمل الصين، ما يفتح المجال لسباق تسلح غير منضبط.
وعلى مستوى ردة الفعل الدولية، ردت الولايات المتحدة بدعوات متكررة إلى الشفافية النووية وفتح حوارات استراتيجية مع الصين، فى حين التزمت بكين الصمت الرسمى بشأن التقرير، واكتفت وزارة الدفاع الصينية بالقول إن القدرات النووية للصين تبقى دفاعية فى جوهرها.
ومع تسارع وتيرة التسلح النووى الصيني، يزداد الضغط على المجتمع الدولى لتجديد الحوار بشأن الحد من الأسلحة النووية، فى وقت يبدو فيه النظام العالمى مقبلًا على إعادة رسم خريطة التوازنات الاستراتيجية، ليبقى السؤال مطروحًا: هل نشهد بداية حقبة نووية جديدة، أم مجرد موجة ضغط جيوسياسى مؤقت؟