أحمد حامد: الذكاء الاصطناعي يُستخدم في كشف المعلومات الزائفة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال المهندس أحمد حامد، استشاري النظم الأمنية والذكاء الاصطناعي، ومستشار عام النظم الأمنية بالجمعية المصرية للأمم المتحدة، إنه في ظل ما يشهده الشرق الأوسط من توترات وصراعات معقدة، يظهر الذكاء الاصطناعي كأحد أبرز أدوات التأثير في هذا الواقع، ليس فقط في ميدان المعارك التقليدية، بل أيضًا في ساحات الإعلام والتواصل وتشكيل الرأي العام؛ فالمعركة لم تعد تُخاض فقط بالسلاح، بل أصبحت تُخاض بالكلمة، وبالصورة، وبما قد يبدو حقيقيًا لكنه مُصنع بعناية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

 

كشف التزييف

وأضاف “حامد”، في مداخلة هاتفية ببرنامج “أوراق اقتصادية”، المذاع على قناة “النيل للأخبار”، أنه أصبح من الممكن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في كشف التزييف والمعلومات الزائفة من خلال تحليل الوسائط التركيبية، مثل الصور والفيديوهات المعدلة التي يتم إنشاؤها عبر تقنيات توليد الوجوه أو تركيب الأصوات باستخدام نماذج ذاتية التعلم. كما يمكن لتلك الأنظمة الاستفادة من قابلية التعلم من الأنماط اللغوية، لرصد المحتوى الذي يحتوي على نبرة مثيرة أو يحمل رسائل موجهة بطريقة غير محايدة، وتُستخدم أيضًا تقنيات كشف سلوك الروبوتات الرقمية لرصد الحسابات التي تعمل بنمط غير بشري، كأن تنشر مئات المنشورات يوميًا أو تتفاعل بشكل آلي ومتكرر، بما يُشير إلى وجود حملات تضليل منظمة، والهدف من هذه الأدوات هو تقليل سرعة انتشار التضليل قبل أن يتحول إلى سردية واسعة يصعب كسرها.

 

استخدام أدوات مماثلة لإنتاج محتوى مُضلل على درجة عالية من الإقناع

وأوضح أن الوجه الآخر لهذه التقنية لا يقل خطورة، إذ تُستخدم أدوات مماثلة لإنتاج محتوى مُضلل على درجة عالية من الإقناع، سواء من خلال مقاطع مصطنعة تُظهر شخصيات عامة في مواقف مزيفة أو نصوص مولّدة تبدو واقعية ومنطقية، وتُدار حملات منسقة عبر شبكات من الحسابات الوهمية التي تسعى لتضليل الجمهور ودفعه إلى مواقف سياسية أو اجتماعية معينة، مشيرًا إلى أن مصر بدأت في السنوات الأخيرة اتخاذ خطوات عملية واضحة، حيث أُنشئ المجلس القومي للذكاء الاصطناعي في عام 2019 تحت إشراف وزارة الاتصالات، ليقود الاستراتيجية الوطنية في هذا المجال، بما يشمل توظيف الذكاء الاصطناعي في دعم الأمن المعلوماتي وتحليل المحتوى الرقمي، وقد أُقيمت ورش تدريبية بالتعاون مع مؤسسات إعلامية وأكاديمية لتأهيل كوادر قادرة على رصد المحتوى المضلل، كما شارك خبراء مصريون في برامج دولية لتعلم تقنيات التحقق الرقمي وأساليب الممانعة المعلوماتية.

 

أول خطوة في الحماية تبدأ من المواطن نفسه

ونصح بعدد من الإجراءات الضرورية لحماية الوعي العام في مواجهة موجات التضليل، مؤكدًا أن أول خطوة في الحماية تبدأ من المواطن نفسه، معقبًا: "لا تُشارك أي محتوى قبل أن تتأكد من مصدره، ولا تعتمد على العنوان وحده، بل اقرأ وتحقق، وإذا وجدت فيديو مثير لا تندفع وتُعيد نشره فورًا، توقف واسأل نفسك: هل هو حقيقي؟، من الذي نشره؟، متى؟، وهل هناك مصدر رسمي أشار إليه؟، مشددًا على استخدام أدوات مفتوحة المصدر لتحليل الصور والفيديوهات، محذرًا من التفاعل العاطفي مع أي محتوى مُثير دون تمحيص.

وتابع: "أي شخص يُعيد نشر محتوى دون وعي هو جزء من المشكلة، لا تكن أداة في يد من يريد تدمير وعيك وتوجيهك، التضليل سلاح ناعم يُستخدم لهدم الدول من الداخل، بلا رصاصة واحدة، ومن السهل تضليل شخص جاهل أو غير واعٍ، لكن من الصعب اختراق مجتمع يعرف كيف يُفكر، موضحًا أن الحل يبدأ بحملات توعية مستمرة، خاصة للفئات البسيطة، تشمل التعليم والإعلام، وتُركز على مفاهيم التفكير النقدي والتحقق الرقمي، داعيًا إلى إنشاء جهة عربية موثوقة ومحايدة، تكون مرجعًا للناس في مواجهة هذا النوع من الحرب المعرفية.

 

بناء قدرات وطنية قادرة على التعامل مع التحديات خط الدفاع الأول في مواجهة خطر التضليل

ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي يظل أداة محايدة، ترتبط نتائجها بمستوى الوعي والنية التي تُستخدم بها، وإذا كانت الحرب تُخاض اليوم في الفضاء الرقمي كما في الميدان، فإن بناء قدرات وطنية قادرة على التعامل مع هذه التحديات هو خط الدفاع الأول في مواجهة خطر التضليل وتزييف الوعي.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أسعار أعيرة الذهب 18 و21 و24 اليوم الأربعاء في مصر
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل