في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد الماضي، استيقظ سكان المدينة السكنية في محيط معهد وايزمان الإسرائيلي على تنبيهات عاجلة للإخلاء الفوري، ودوت صافرت الإنذار في كل مكان، وبعدها بدقائق قليلة استهدفت الهجمات الصاروخية الإيرانية مقر العهد ودمرته بالكامل، والذي يتضمن مختبرات الأبحاث النووية الإسرائيلية.

كواليس الانفجار
وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فقد ركض سكان معهد وايزمان إلى الملجأ الذي يبعد 20 متر فقط عن مقر إقامة أعضاء هيئة التدريس وعائلاتهم وطلبة الدراسات العليا، وبعدها بدقائق قليلة سمعت أصوت انفجارات ضخمة للغاية، وبحسب أحد الأساتذة، فإن الانفجار كان شديد لدرجة غير مسبوقة حيث اهتز كل شئ بقوة.
وتابع البروفيسور إلداد تساهور، أستاذ علم بيولوجيا الخلية الجزيئية، والذي يقيم في الحرم منذ 22 عامًا: "كان الأمر جنونيًا، بهد 15 دقيقة فقط، تداول الأساتذة والطلاب صور الدمار الهائل الذي أصاب المعهد واشتعال النيران في المختبرات، لم نصدق ما حدث، فقدنا الغالبية العظمى من المختبرات بالكامل".

وأضاف: "لم يسمح لنا بالخروج إلا مع بزوغ النهار، أي بعد ساعات من الانفجار، ما رأيناه كان صدمة، شعرنا وكأننا في منطقة حرب، المبنى مدمر بالكامل، الزجاج في كل مكان، بعض المختبرات اختفت تمامًا".
واعترف قائلًا: "فشلت كافة جهودنا في جمع أي شئ، بعد مرور عدة ساعات اتضحم حجم الكارثة، فكل شئ في المعهد تم تدميره، أبرز الوثائق والأبحاث والعينات التي استغرقت عقود لإعدادها اختفت بالكامل".
أما البروفيسور أورين شولدينر، من قسم البيولوجيا الجزيئية، فقد شهد هو الآخر انهيار سنوات من العمل، وقال: "لم يبقَ لنا شيء لننقذه، كأن المختبر تبخر في الهواء، كنا نحفظ الحمض النووي في درجات تجميد خاصة، وكل شيء ضاع، الخلايا المستخدمة في الأبحاث اختفت، سنوات من العمل ذهبت هباء، إنه أمر مفجع".