حذّر البروفيسور التركي الدكتور أحمد أويصال، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة إسطنبول، من أن اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وإيران قد يتحول إلى كارثة تتجاوز حدود البلدين، وتهدد استقرار وأمن المنطقة بأكملها، بل والعالم.
ولفت "أويصال" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن توسّع رقعة هذا النزاع قد يؤدي إلى موجات جديدة من الهجرة والدمار وانتشار الإرهاب، إلى جانب تفاقم المعاناة الإنسانية والاقتصادية في الشرق الأوسط.
وأشار "أويصال" إلى أن دول الخليج ستكون من أكثر الدول تضررًا، خصوصًا في حال تعرض منشآتها الحيوية لهجمات مباشرة أو في حال تم إغلاق مضيق هرمز، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على حركة تصدير النفط والغاز، وسيخلّف آثارًا اقتصادية عميقة.
وأضاف، أن احتمالية دخول الولايات المتحدة في الحرب قد يدفع إيران إلى الرد باستهداف القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في المنطقة، ما سيزيد من تعقيد المشهد الأمني الإقليمي.
وأوضح البروفيسور التركي، أن هناك مخاوف حقيقية من أن يؤدي التصعيد إلى أزمة تضخم عالمية، ونقص في إمدادات الطاقة، وربما نشوء صراع أوسع يُغذّى بخطاب صدامي بين الحضارات الشرقية والغربية، ما قد يُمهّد لحرب عالمية ثالثة إن خرجت الأمور عن السيطرة.
أنقرة تتابع التطورات بقلق شديد
وفيما يتعلق بموقف تركيا، قال "أويصال" إن أنقرة تتابع التطورات بقلق شديد، لا سيما أن أي انهيار في الداخل الإيراني أو فوضى أمنية قد تؤدي إلى موجات لجوء، وتفاقم في النشاطات الإرهابية، ومشاكل اقتصادية وسياسية تمتد من باكستان إلى العراق والمنطقة العربية، وصولًا إلى تركيا نفسها.
وأضاف "أويصال"، أن هذه الحرب الجوية التي تخوضها إسرائيل وإيران دون حدود مباشرة بينهما، تجعل من الصعب على أي طرف تحقيق نصر حاسم، خاصة في ظل عدم وجود إمكانية للغزو البري.
وأكد أن حتى الولايات المتحدة لا تملك حاليًا الرغبة أو الإرادة السياسية لإسقاط النظام الإيراني.
وفي ختام حديثه، شدّد "أويصال" على أن الحل السياسي هو الخيار الأنجح، مشيرًا إلى أن الطرفين، وبعد اختبار قدراتهما العسكرية، قد يقتنعان بجدوى العودة إلى الحوار.
وأعرب عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى اتفاق، لا سيما حول ملف البرنامج النووي الإيراني، الذي يعتبر سببًا مباشرًا لهذا التصعيد، لكنه لفت إلى أن جذور الأزمة أعمق من النووي وحده، وتحتاج إلى معالجة شاملة تتضمن رؤية إقليمية للحل.