باحث فلسطيني: تراجع ضربات إيران يثير تساؤلات.. وطهران تتبع إستراتيجية إطالة الصراع

قال الدكتور عماد عمر الكاتب السياسي الفلسطيني، تراجع حدة الضربات الإيرانية لإسرائيل في الكم والنوع يتنافى مع التصريحات والتهديدات الايرانية منذ اليوم الاول للحرب، ويضع علامات استفهام حول الاستراتيجية التي تتبعها القيادة الايرانية في الرد على الضربات المتلاحقة التي تتلقاها من إسرائيل.

أوضح عمر في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن تلك الأوضاع تضعنا أمام عدة سيناريوهات ذات علاقة في سير الامور العملياتية: السيناريو الاول ان تكون إيران تتبع سياسة وتكتيك استراتيجي متعلق باطالة امد المعركة والرهان على كسر ارادة الشعب الاسرائيلي وتوزيع المقدرات العسكرية على اطول مدة تمكنها من الصمود بمعني استخدام اقل الامكانات لتحقيق احسن النتائج، في مراهنة على ان الشعب الاسرائيلي لم يتعرض لمثل هذه الحروب مسبقا ولم يتمكن من البقاء في الملاجئ وان تتعطل حياته الاقتصادية والتعليمية واليومية وخاصة مع اغلاق الاجواء والمطارات.

وأشار عمر إلى أن السيناريو الثاني هو ان اسرائيل استطاعت ان تفرض طوقا وحظرا جويا على ايران من خلال التكنولوجيا المتطورة المعروفة بالمسيرات المقاتلة من نوع الكوادكابتر وانها تمكنت من تدمير اكبر عدد ممكن من المنصات الصاروخية واصبحت القوات الايرانية مقيدة بعض الشيئ في التحرك بحرية في تجهيز وتحريك منصات اطلاق جديدة خشية استهدافها ايضا من قبل الطائرات الاسرائيلية المنتشرة على مدار الساعة بالاجواء الايرانية ومؤشر على ذلك ان عمليات توجيه واطلاق الصواريخ الى اسرائيل تحدث في ساعات الليل.

وتابع: "السيناريو الثالث هو ان القيادة الايرانية تمزج ما بين التكتيك الدبلوماسي والعملياتي الميداني بحيث تحاول تخفيف حدة التوتر التي سادت اسرائيل لا سيما بعد استخدامها انواع جديدة من الصواريخ ادت الى وقوع اضرار جسيمة في اسرائيل، ولتفويت الفرصة على نتنياهو في محاولة اقناع ترامب لدخول الولايات المتحدة الامريكية على خط القتال وخاصة انها تمتلك قنابل من الممكن ان تخترق الاحصنة وتدمر المفاعلات النووية وهذا ما ترغب به اسرائيل، وهنا الهدف هو تحييد امريكا بعدم دخولها بالشكل المباشر في الحرب رغم قناعة القيادة الايرانية بان الحرب بغطاء سياسي وعسكري امريكي".