الأمم المتحدة تطالب بتغليب صوت السلام والدبلوماسية.. و«الطاقة الذرية» تحذر من تسرب إشعاعي يهدد الإنسان والبيئة.. يونيسف: الأطفال يدفعون ثمنا غاليا للعنف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حذرت الأمم المتحدة، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومنظمة يونيسيف من التداعيات الخطيرة للتصعيد العسكري المتزايد بين إيران وإسرائيل، وقالت: "إن استمرار هذا التصعيد يهدد حياة المدنيين، ويدفع الأطفال ثمنًا باهظًا، ويزيد من احتمالات وقوع كارثة نووية ذات عواقب وخيمة على البشر والبيئة".

وجدد نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، الدعوة إلى وقف فوري للتوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة يُجري اتصالات هاتفية ضمن جهود دبلوماسية مكثفة لوقف الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل.

وأوضح "حق" أن الأمين العام أعرب عن إدانته لأي تصعيد عسكري، وأبدى قلقه العميق من حدة الهجمات المكثفة الجارية، مؤكدًا موقفه الثابت منذ فترة طويلة بضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي للمسألة النووية الإيرانية. ولفت إلى أن الأمين العام كان قد شدد، في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، على أهمية تغليب صوت السلام والدبلوماسية.

كما حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو جروسي، من أن التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران يشكل تهديدًا مباشرًا للأرواح، ويزيد من احتمالية وقوع تسرّب إشعاعي قد تترتب عليه عواقب وخيمة على الإنسان والبيئة، فضلًا عن عرقلة المساعي الجارية للتوصل إلى حل دبلوماسي طويل الأمد يضمن عدم امتلاك إيران لسلاح نووي.

ودعا "جروسي" جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس من أجل تجنب المزيد من التصعيد، مشيرًا خلال إحاطته لمجلس محافظي الوكالة إلى ضرورة أن يسلك الأعضاء كل السبل الدبلوماسية المتاحة. كما أبدى استعداده الكامل للقيام بدوره، بما في ذلك السفر في أقرب وقت ممكن، لتقييم الوضع وضمان السلامة والأمن النووي، ومنع الانتشار داخل إيران.

وأكد المدير العام للوكالة أن موقف الهيئة في هذا النزاع لا يقل حِدة عن موقفها في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، قائلًا: "الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن تقف مكتوفة الأيدي خلال هذا الصراع"، مشددًا على أن الوكالة ستبذل قصارى جهدها لمنع وقوع حادث نووي قد يتسبب في آثار إشعاعية لا يمكن التنبؤ بها، لكن هذا يتطلب، بحسب تعبيره، "حوارًا بنّاءً ومهنيًا".

وأضاف: "قد يبدو الأمر مستعصيًا في خضم الصراع العسكري المستمر، إلا أننا أظهرنا سابقًا أنه، حتى في مثل هذه الظروف، يمكن أن تفيد المساعدة التقنية المحترمة والمحايدة الجميع". ووجّه دعوة إلى الدول الأعضاء للاستجابة لمناشدة الوكالة من أجل دعم جهودها في "مساعدة أولئك الذين يتبادلون إطلاق النار اليوم، لتفادي الأسوأ"، مؤكدًا أن "هناك دائمًا وقتا ومجالا للدبلوماسية".

وفيما يخص المواقع النووية الإيرانية، أشار جروسي إلى عدم تسجيل أضرار إضافية في محطة تخصيب الوقود في "نطنز" منذ الهجوم الذي وقع في 13 يونيو الجاري، والذي أدى إلى تدمير الجزء العلوي من المحطة التجريبية لتخصيب الوقود، وهي إحدى المنشآت التي تنتج فيها إيران اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%.

وأكد "جروسي" أنه "لم يكن هناك أي مؤشر" على وقوع هجوم مادي استهدف قاعة التفاعل النووي المتسلسل الواقعة تحت الأرض، إلا أنه لفت إلى احتمال تعرّض أجهزة الطرد المركزي لأضرار نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن القاعة، مضيفًا أن مستوى النشاط الإشعاعي خارج موقع "نطنز" لم يشهد أي تغيير، وبقي عند المستويات الطبيعية، مما يدل على عدم وجود أي تأثير إشعاعي خارجي على السكان أو البيئة نتيجة الحادث.

وأشار إلى أن أربعة مبانٍ في موقع أصفهان النووي تعرضت لأضرار خلال هجوم الجمعة الماضي، لكن مستويات الإشعاع خارج الموقع ظلت دون تغيير أيضًا، وبيّن أنه لم تُرصد أي أضرار في موقع "فوردو" لتخصيب الوقود، ولا في مفاعل "خندب" للماء الثقيل، الذي لا يزال قيد الإنشاء. وأضاف أن محطة "بوشهر" للطاقة النووية لم تُستهدف ولم تتأثر بالهجمات الأخيرة، وكذلك مفاعل طهران للأبحاث.

وأشاد جروسي بمستوى التعاون وتبادل المعلومات بين السلطات الإيرانية والوكالة، موضحًا أنه "في ظل هذه الظروف الصعبة والمعقدة، من المهم للغاية أن تتلقى الوكالة معلومات فنية منتظمة وفي الوقت المناسب بشأن المرافق النووية".

من جانبها، حذرت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، كاثرين راسل، من خطورة التصعيد العسكري الحاصل في أنحاء الشرق الأوسط، قائلة إن ازدياد العنف خلال عطلة نهاية الأسبوع يعكس تصعيدًا خطيرًا، وإن الأطفال يدفعون مرة أخرى ثمنًا غاليًا نتيجة لذلك.

وأضافت: "منذ يوم الجمعة، شهدت المنطقة تصعيدًا عسكريًا مكثفًا، حيث استهدفت الضربات الجوية الإسرائيلية والإيرانية مناطق سكنية، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين، بينهم أطفال، إلى جانب إلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية".

وأدانت "يونيسف" بشدة جميع أشكال العنف ضد الأطفال، داعية كل الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي وضمان حماية المدنيين، لا سيما الأطفال. وشددت على أن "لجميع الأطفال الحق في العيش دون تهديد الحرب والعنف"، مضيفة: "نأسى لجميع الأسر والمجتمعات التي تعاني من هذه الخسائر المأساوية في الأرواح".

وأشارت "راسل"  إلى دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وتفادي الانزلاق إلى صراع أعمق "وهو وضع لا يمكن للمنطقة ولا لأطفالها تحمّله".

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق انهيار عقار مكون من 7 طوابق بمنطقة السيدة زينب
التالى حكيم مدان: “ما يحدث في البطولة كارثة… وهناك من يريد تصفية حساباته على حساب الشبيبة”