كيف يمنع الأهلى «عناكب» بالميراس من قتل «الأسد» فى مونديال الأندية؟ عاجل

«رأس بارد وقلب حار».. تعبير مجازى يستخدم لوصف الشخص الذى يتمتع بالهدوء والاتزان فى التفكير واتخاذ القرارات، وفى الوقت نفسه يملك شغفًا تجاه ما يفعله... هذا التعبير اختاره أبيل فيريرا، المدير الفنى لفريق بالميراس البرازيلى، ليكون عنوانًا لسيرته الذاتية، التى يحكى فيها مسيرته التدريبية.

فى سيرته الذاتية هذه يقول «فيريرا»: «مجموعة من العناكب بإمكانها أن تقتل أسدًا». وقياسًا على تكتيك كرة القدم، يمكن تفسير هذه الجملة بأن تكاتف مجموعة من اللاعبين فى منظومة واحدة بإمكانه أن يعوض عن فوارق القوة ويمنح الفريق الانتصار.

مقدمة عن مدرب بالميراس كان لا بد منها، قبل الحديث عن مواجهة فريقه المرتقبة أمام الأهلى، فى السابعة مساء غدٍ الخميس بتوقيت القاهرة، ضمن الجولة الثانية من منافسات دور المجموعات ببطولة كأس العالم للأندية.

فى السطور التالية نلقى سويًا نظرة على تكتيك فريق بالميراس، والطريقة التى ينتهجها مع أبيل فيريرا، ونمط لعبه المتكرر فى الأداء الهجومى والضغط.

الضغط المتقدم على الفريق البرازيلى خطر كبير بسبب هجومه الفتاك

لا يعتبر بالميراس من الفرق التى تمارس ضغطًا مكثفًا على خصومها طوال المباراة، رغم امتلاك لاعبيه القدرات البدنية والجسدية، فهو يعتمد على الضغط المنظم وليس المكثف، عبر اختيار الأوقات التى يضغط فيها على الخصم بقوة لاستخلاص الكرة، وتلك الأخرى التى يضغط فيها من أجل غلق زوايا التمرير وحرمان الخصم من الوصول إلى المرمى.

ويعتمد النظام الدفاعى لبالميراس على رقابة المنطقة، وخلق حصن دفاعى يبدأ من وسط الملعب، مهمته إغلاق كل زوايا التمرير، ومنع الخصم من الوصول إلى منطقة الجزاء، فى تجسيد عملى لمقولة: «مجموعة من العناكب بإمكانها قتل أسد».

بداية من الجناحين ورأس الحربة يبدأ الفريق عملية الدفاع، عبر التحرك لقطع زوايا التمرير أمام دفاع الخصم، وبالتالى فصل خطوطه. مثلًا عندما يبدأ المدافع الأيمن التمرير إلى الظهير الأيمن، يتحرك الجناح القريب إلى الكرة ويضغط على اللاعب الذى يتسلم الكرة، مع الحفاظ على وجوده بين الظهير وأقرب لاعب وسط، المنطقة التى يمكن أن تعتبر خط تمرير محتملًا.

بالتزامن يدخل الجناح العكسى إلى الداخل لتأمين وسط الملعب، مع الاحتفاظ بقدرته على العودة لمكانه حال تحويل مسار اللعب، ويصبح دور رأس الحربة الضغط على قلب الدفاع الآخر، لإدراكه أن الحل سيكون التمرير إلى الخلف، بسبب غلق زوايا التمرير.

الهدف من هذا النهج الدفاعى هو منع الخصم من التقدم، وليس قطع الكرة مباشرة، مع الضغط حال وصوله إلى مناطق الخطورة. والهدف الرئيسى من التمركز هنا هو إجبار الخصم على التمرير للخلف، ثم لعب كرة طولية تكون خلالها الأفضلية لمدافعى بالميراس بفضل الزيادة العددية، أو التمرير فى العمق، وهى المساحة التى يمكن للاعبى الوسط قطع الكرة بها.

ويستخدم بالميراس الرسم التكتيكى «٥-٤-١» فى الحالة الدفاعية، التى تسهل خلق الزيادة العددية، فيما يشبه فخ العنكبوت، الذى ينسج الخيوط حول بيته، ويترك الحرية لفريسته فى الدخول إلى المنزل بكامل إرادتها، وبمجرد لمسها الخيط يتحرك إليها ويبدأ افتراسها بسهولة.

أما الأسلوب الهجومى لبالميراس فيعتمد على اللعب المباشر نحو المرمى باستخدام التمريرات الطولية من حارس المرمى، والانطلاقات المباشرة والمهارة الفردية من الجناحين. ويتحول ظهيرا الجنب فى هذه الحالة إلى جناحين منطلقين على جانبى الملعب، مع الانتشار العرضى والدخول إلى عمق الملعب بجوار المهاجم، وزيادة فرص التمرير والوصول للمرمى. 

وبصفة عامة، يلعب بالميراس بطريقة «٣-٤-٢-١»، تتحول إلى «٥-٤-١» فى الحالة الدفاعية بعودة ظهيرى الجنب إلى الدفاع.

والمرونة التكتيكية فى تحركات الثلاثى الهجومى لبالميراس، بجانب انطلاقاتهم السريعة والمدعمة بالتمرير المباشر خلف مدافعى الخصم، تجعل فكرة الضغط المتقدم عليهم محفوفة بالمخاطر، خاصة حال نجاحهم فى الخروج بالكرة، ليصبح السؤال الآن: كيف يمكن ضرب مثل هذا التكتيك؟

إغلاق العمق ومراقبة الظهيرين.. استغلال تقدم الدفاع.. وأدوار مركبة لـ«زيزو»

إجابة السؤال السابق فى مباراة بالميراس وبورتو فى الجولة الأولى، التى ظهر فيها الفريق البرازيلى بأفضل مستوياته الهجومية، خاصة ما يتعلق بالضغط وحرمان الخصم من الخروج بالكرة والتحول السريع.

ففى تلك المباراة نجح بورتو فى اختراق دفاعات بالميراس عبر سحب دفاعاته إلى منطقة محددة بشكل مسبق، بهدف إحداث فراغ فى المساحة خلف الظهيرين وبين قلبى الدفاع، ثم التحرك من خلال تلك المساحة، فى انتظار تمريرة تضرب تلك المساحة وتصل بالمهاجم إلى المرمى، وهو ما نجح فيه أكثر من لعبة خلال المباراة.

وأسلوب لعب الأهلى أمام إنتر ميامى، وإن شابه البطء فى بعض الأوقات، وحاجته لبعض التعديلات، يُعد مناسبًا لضرب دفاعات بالميراس. ولو كان إمام عاشور متاحًا فى مثل تلك المباراة لكانت عملية الاختراق أكثر سهولة. لكن البديل الأكثر واقعية له سيكون أحمد سيد «زيزو»، فى ظل إجادته أدوار صناعة اللعب ووسط الملعب الارتكاز، ورؤيته الجيدة للملعب، التى تتيح له استغلال المساحات فى دفاعات الخصم.

فى «٤-٤-٢» بشكل «الماسة»، سيكون «زيزو» اللاعب الموجود دائمًا فى المساحة بين وسط ملعب ودفاع بالميراس، ليتسلم الكرة من أحد زملائه وظهره لمرمى الخصم، ثم يعيدها مُجددًا لمحمد على بن رمضان أو حمدى فتحى، مع استغلال محاولة الضغط من مدافعى بالميراس على لاعبى الأهلى المتقدمين فى الهجوم وإفراغ مساحة لانطلاق «تريزيجيه» ووسام أبوعلى. بالميراس ينتظر تمرير الخصم إلى الخلف لبدء الضغط الشرس، وفى هذه الحالة يمكن تنفيذ تمريرة وهمية للخلف نحو أحد قلبى الدفاع أو أحد لاعبى الوسط، وبمجرد بدء ترحيل لاعبى بالميراس إلى الأمام والضغط، تُرسل تمريرة طولية عكسية نحو أحد الجناحين، أو مباشرة نحو المهاجم، ليُضرب عمق المنافس بتمريرة مباشرة، استغلالًا لتقدم خط الدفاع.

ويحتاج الأهلى هجوميًا إلى استخدام قدرات وسام أبوعلى فى الكرات الهوائية أثناء افتقاد الكرة، والعودة لتقديم الدعم فى الكرات الهوائية للاعبى وسط الملعب، خاصة مع تحرك المدافع أوجستين جياى وانطلاقه إلى وسط الملعب، بجانب السرعة فى الانتقال من الدفاع للهجوم بمجرد استخلاص الكرة، قبل اكتمال شكل «٥-٤-١» فى وسط الملعب، وبالتالى حرمانهم من فرصة الزيادة العددية. ويمكن ذلك باستخدام التمرير العمودى المباشر إلى وسط الملعب، والانتقال السريع بالكرة باستخدام قدرات «بن رمضان» و«زيزو». وربما يكون من الأفضل الدفع بالمالى أليو ديانج فى عمق المحور الدفاعى بجانب حمدى فتحى للاستفادة من قدراته فى التحرك بالكرة والتمرير العمودى، وإجادته الثنائيات الهوائية والركض بالكرة. كما يمكن استغلال انطلاقات ظهيرى جنب بالميراس، وإرسال تمريرات طولية نحو الجناح المنطلق فى المساحة خلف الظهير.

وستكون أدوار «زيزو» مهمة لضرب تماسك خطوط بالميراس، عبر تحركاته فى المساحات بين الخطوط، ومنح اللاعب المستحوذ على الكرة زوايا تمرير إضافية، وقدرته على الاستلام والتسلم تحت الضغط. كما يمكن لمهاجمى الأهلى استغلال المساحات بين قلبى الدفاع والظهيرين. أما على المستوى الدفاعى، فخطة الـ«٤-٤-٢» المذكورة تمنح الأهلى أفضلية لإغلاق المساحات فى عمق الملعب أمام هجوم بالميراس، عبر تحريك كتلة الفريق نحو المساحة الموجودة بها الكرة لغلق المساحات، مع المراقبة اللصيقة للظهيرين، ما يجبر بالميراس على اللعب نحو جناحى الملعب، وهى المساحة التى لا يفضلها الفريق لأنها تجبره على اللعب غير المباشر.

وينبغى أن تبدأ الطريقة الدفاعية لـ«خوسيه ريبييرو» مدرب النادى الأهلى من الأمتار الأولى لملعب بالميراس، عبر الضغط على قلبى الدفاع والحارس أثناء تنفيذ الكرة الطولية المباشرة، مع تركيز لاعبى الوسط على الفوز بالالتحامات الثنائية فى منطقة سقوط الكرة، بجانب غلق زوايا التمرير.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق شهيدان ومصابون جراء غارة إسرائيلية استهدفت فلسطينيين قبالة بوابة مستشفى المعمداني بغزة
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل