برفض وإدانة «الهجمات الإسرائيلية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، وكذلك «أى ممارسات تمثل خرقًا للقانون الدولى ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة»، بدأ بيان مشترك، توافق عليه وزراء خارجية أكثر من عشرين دولة عربية وإسلامية، بمبادرة مصرية، طرحها الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، خلال اتصالات تليفونية، تلقاها أو أجراها، مع وزراء خارجية الإمارات، السعودية، الأردن، باكستان، البحرين، بروناى دار السلام، تركيا، تشاد، جامبيا، الجزائر، القمر المتحدة، جيبوتى، السودان، الصومال، العراق، سلطنة عمان، قطر، الكويت، ليبيا، وموريتانيا.
فى ظل التطورات الإقليمية المتسارعة، وتصاعد حالة التوتر إلى حدود غير مسبوقة، شدّد البيان، الصادر مساء أمس الأول الإثنين، على ضرورة احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها ومبادئ حُسن الجوار وتسوية النزاعات بالسبل السلمية. ومع الإعراب عن «القلق البالغ» حيال هذا التصعيد الخطير، والتحذير من تداعياته الجسيمة على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط بأسرها، أكد البيان المشترك ضرورة وقف الأعمال العدائية الإسرائيلية ضد إيران، والعودة إلى مسار المفاوضات فى أسرع وقت ممكن، باعتباره المسار، أو السبيل، الوحيد، للتوصل إلى اتفاق مستدام حول البرنامج النووى الإيرانى.
بيان مهم آخر، صدر صباح أمس الثلاثاء، عن الرئاسة المشتركة لمؤتمر الأمم المتحدة الدولى رفيع المستوى بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين، ورؤساء مجموعات العمل التابعة للمؤتمر. وفيه، أعربت مصر و١٦ دولة والاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية، عن بالغ قلقها إزاء التصعيد المستمر والتطورات الأخيرة، التى استدعت تعليق المؤتمر، لافتة إلى أن هذه الأحداث توضح صحة التحذيرات حول هشاشة الوضع فى منطقة الشرق الأوسط، والحاجة الملحة إلى استعادة الهدوء، واحترام القانون الدولى، وتعزيز العمل الدبلوماسى. كما أكد البيان أن الوضع الراهن، يحتم مضاعفة الجهود الداعية إلى احترام سيادة الدول، وتعزيز السلام والحرية والكرامة، لجميع شعوب المنطقة.
الموقف المصرى من التصعيد العسكرى فى منطقة الشرق الأوسط، ومن مستجدات الأوضاع الإقليمية إجمالًا، كرره الرئيس عبدالفتاح السيسى، أو طرحه مجددًا، فى ثلاث مكالمات تليفونية تلقاها، الجمعة والسبت والأحد، من نظرائه الفرنسى والتركى والقبرصى. ولعلك تعرف أن مصر كانت قد أكدت، فى ساعة مبكرة من صباح الجمعة، أنها تتابع «بقلق بالغ»، التطورات الحالية المتسارعة، وأدانت الهجمات الإسرائيلية على إيران، واستنكرت هذا العمل غير المبرر، وأكدت أن الأزمات التى تواجهها المنطقة، لا يمكن تسويتها بالحلول العسكرية، وأن «غطرسة القوة» لن تحقق الأمن لأى دولة فى المنطقة.
كالعادة، حرص الرئيس على تأكيد رفض مصر التام توسيع دائرة الصراع فى المنطقة، وشدّد على أهمية وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، على مختلف الجبهات الإقليمية، محذرًا من أن استمرار النهج الحالى ستكون له أضراره الجسيمة على شعوب المنطقة، كل دون استثناء. كما شدّد الرئيس، كذلك، على أهمية اضطلاع المجتمع الدولى بدور أكثر فاعلية فى دفع الأطراف الإقليمية للتحلى بالمسئولية، مؤكدًا أن الحلول السلمية تبقى الوحيدة القادرة على ضمان أمن واستقرار الإقليم، وأن العودة إلى المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، بوساطة عمانية، هى السبيل الوحيد للوصول إلى حل سلمى للأزمة الجارية. وشدّد الرئيس، كذلك، على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، هى الضمان الوحيد للتوصل إلى السلام الدائم بالمنطقة. وتوافق الرؤساء الأربعة على الرفض الكامل لتهجير الفلسطينيين من أرضهم أو تصفية القضية الفلسطينية.
.. وتبقى الإشارة إلى أن البيان الصادر، مساء الإثنين، بمبادرة مصرية، أكد أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، وفق القرارات الدولية، ودون انتقائية. كما شدّد على ضرورة سرعة انضمام كل دول المنطقة إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وأكد ضرورة عدم استهداف المنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، و... و... وشدّد البيان المشترك، كذلك، على أهمية احترام حرية الملاحة فى الممرات المائية الدولية، وفقًا لقواعد القانون الدولى