"انهيار نفوذ أمريكا" بسبب إيران.. ترامب يرد على "نبوءة المجنون"

في خضم التصعيد العسكري المشتعل بين إسرائيل وإيران، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات حادة لصاحب “نبوءة انهيار الولايات المتحدة الأمريكية”، حال الإقدام على الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل.

وأدلى المعلق السياسي الشهير تاكر كارلسون خلال لقاء مع مستشار ترامب السابق ستيف بانون في برنامج “بودكاست”، بتصريحات حذّر فيها من مغبة التدخل الأمريكي في الصراع القائم، واصفًا إياه بأنه "خطر وجودي على النفوذ الأمريكي في العالم"، بل ذهب إلى حد القول إن الحرب قد تمثل "بداية النهاية" للطموحات السياسية لترامب نفسه.

ترامب يرد على كارلسون

ورد ترامب عبر منصته "تروث سوشيال"، مهاجمًا كارلسون بشدة: "هل هناك من يستطيع أن يشرح لهذا المجنون أن إيران لن تحصل على سلاح نووي تحت أي ظرف؟"، مشددًا على أن امتلاك طهران لأسلحة نووية يمثل “خطًا أحمر” بالنسبة له لا يمكن التهاون معه.

وفي منشورات لاحقة، أعاد ترامب التذكير بموقفه الثابت من السياسة الخارجية قائلًا: "أمريكا أولًا تعني ألا تمتلك إيران سلاحًا نوويًا، هذه قضية لا تفاوض فيها"، كما حمّل إيران مسؤولية التصعيد بسبب رفضها توقيع اتفاق نووي كانت واشنطن قد عرضته سابقًا، واصفًا ما يحدث الآن بأنه "إهدار مأساوي للأرواح".

الرئيس الأمريكي السابق ختم رسائله بتحذير صارم: "قلت ذلك من قبل وسأكرره مجددًا.. إيران ليجب أن تملك سلاحًا نوويًا أبدًا، على الجميع أن يغادر طهران فورًا".

الحرب بين إسرائيل وإيران

وشنت إسرائيل فجر الجمعة 13 يونيو 2025، عملية جوية كبرى داخل الأراضي الإيرانية، أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد".

العملية، التي وُصفت بأنها الأضخم من نوعها، استهدفت أكثر من 100 موقع داخل إيران، شملت منشآت نووية حيوية في نطنز وأصفهان وقم، إلى جانب مواقع دفاع جوي، ومراكز قيادة تابعة للحرس الثوري الإيراني، حيث أكدت التقارير مقتل عدد من القادة البارزين.

وشاركت في الهجوم 200 طائرة حربية إسرائيلية، استخدمت نحو 330 قنبلة موجهة بدقة، لكنها لم تتمكن من تدمير منشأة "فوردو" النووية شديدة التحصين، والتي تقع تحت طبقات صخرية سميكة.

الرد الإيراني والدفاعات الإسرائيلية

وفي أول رد مباشر من طهران، أطلقت إيران وكتائب الحرس الثوري ما يزيد على 370 صاروخًا باليستيًا، إلى جانب مئات الطائرات المسيّرة مستهدفة العمق الإسرائيلي.

الهجوم تسبب في مقتل 24 شخصًا وإصابة نحو 600 آخرين داخل إسرائيل، فيما أكدت مصادر إيرانية سقوط أعداد كبيرة من الضحايا أيضًا داخل أراضيها جراء الضربات الإسرائيلية الأولية.

حرب سرية موازية

اللافت في هذه المواجهة لم يكن فقط تبادل الصواريخ، بل اعتماد إسرائيل على عمليات إلكترونية وتجسسية نفذها جهاز "الموساد"، نجح خلالها في زراعة شبكة لطائرات دون طيار داخل إيران، أسهمت في تعطيل عدد من بطاريات الدفاع الجوي قبل بدء الهجوم الجوي.