أساطير مصرية| البقرة حتحور.. البقرة السماوية التي حملت الشمس وحمت البشرية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في قلب العقيدة الدينية لمصر القديمة، تألقت الإلهة حتحور كرمز للأمومة، الحب، والجمال، إلا أن واحدة من أبرز صورها التي خلدها المصريون القدماء كانت “البقرة السماوية" التي حملت الشمس عبر السماء كل يوم، ومنحت الحياة والرخاء للبشرية، فأسطورة حتحور في هيئة البقرة لم تكن مجرد قصة أسطورية، بل كانت تعبيراً عميقاً عن رؤية المصريين للعالم، والخلق، ودور القوى الإلهية في استمرار دورة الحياة.

ووفقاً للنصوص الدينية المحفوظة على جدران الأهرامات والمقابر الملكية مثل نصوص الأهرام خاصة في عصر الأسرة الخامسة والسادسة، ظهرت حتحور كبقرة سماوية ضخمة، تحمل قرص الشمس بين قرنيها، وكان يعتقد أن جسدها نفسه هو السماء، وأن النجوم تلمع على بطنها، فيما تسير الشمس كل صباح عبر طريق يمر بجسدها، لتنير العالم السفلي ليلاً والعالم العلوي نهاراً، كما تصور حتحور في نصوص متعددة كبقرة تقف على الجبلين الشرقي والغربي للأفق، ممسكة بالسماء ومثبتة إياها فوق الأرض، وهي تمثل الجسر بين الحياة والموت، بين الأرض والسماء.

كما جاء في أسطورة شهيرة مذكورة في بردية هاريس الكبرى ونصوص التوابيت، كان الإله الأعظم رع قد غضب من البشر لمخالفتهم نظام ماعت -الحق والنظام الكوني-، فأرسل "عين رع" والتي تجسدت في هيئة الإلهة سخمت لمعاقبتهم، ومع تصاعد العنف والدماء، خشي رع أن يفني البشر تماماً، عند هذه النقطة الحرجة، استدعى حتحور في شكلها الأمومي الرحيم، حيث تحولت إلى البقرة السماوية التي غطت العالم بجسدها، ناشرة الحنان، لتعيد التوازن والرحمة وتمنع الفناء الكامل للبشر، فحتحور في هذه اللحظة لم تكن مجرد إلهة للجمال والغناء، بل أيضاً حامية للبشرية ومصدر للحياة والخصوبة.

والبقرة في الثقافة المصرية تحمل رموزاً متعددة مثل: الخصوبة، الأمومة، الرعاية، وحتحور كبقرة لم تكن استثناء، بل كانت مسؤولة عن احتضان أرواح الموتى في العالم الآخر، وتأمين بعثهم من جديد، وتجلت عبادتها خصوصاً في معبدها العظيم في دندرة، والذي يضم قاعة تحتوي على رسومات تصورها كبقرة تحمل فرعون الطفل بين قرنيها، في رمز لرعايتها له، وفي الطقوس الدينية، كانت تنشد الأغاني وترقص النساء أمام تماثيل حتحور، خاصة خلال احتفالات رأس السنة المصرية القديمة، التي كانت مرتبطة بفيض النيل وتجدد الحياة، وهو ما يتقاطع مع رمزية حتحور كمانحة للحياة والرخاء.

فتلك الأسطورة لم تكن مجرد قصة دينية بعيدة عن الواقع، بل كانت تؤثر في حياة المصريين اليومية: من الزراعة إلى الزواج، ومن طقوس الميلاد إلى طقوس الموت، كانت حتحور حاضرة بروحها في كل تفاصيل الحياة، حتى الفراعنة أنفسهم اعتبروا أنفسهم "أبناء حتحور"، مما منحهم شرعية دينية وحماية إلهية، وكانوا يحتفلون بها في طقوس سنوية هامة، تخللتها الأغاني، الرقصات، وتقديم القرابين، خصوصاً في معبدها بدندرة.

ومنذ عهد الإمبراطورية الحديثة أدمج الاعتقاد الشعبي في سبعة إلهات حتحور سبع جنيات فاعلات للخير كان يظن أنهن يحددن مصير الأطفال عند ولادتهن والحتحورات السبع التي تم اختيارهم لتعبدفي دندرة هي: حتحور طيبة، وحتحور هليوبوليس، وحتحور افرويدينوبوليس، وحتحور شبة جزيرة سيناء، وحتحور ممفيس، وحتحور هيركوبوليس، وحتحور کسیت.

ورسمت على شكل سيدات شابات جميلات يكتسين برداء ملتصق على الجسد ويرتدین رداء رأس على هيئة صقر محاط بقرنين ممسكات بأيديهن دفوفا وقد أخذت الحتحورات السبع شكل المحارب بسبب تسميتها عين شمس التي تحارب أعداء رع.

WhatsApp Image 2025-04-26 at 6.25.36 AM
WhatsApp Image 2025-04-26 at 6.25.36 AM
WhatsApp Image 2025-04-26 at 6.26.54 AM
WhatsApp Image 2025-04-26 at 6.26.54 AM
63-1
63-1
908
908

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق سفير الاتحاد الأوروبي بأوزبكستان: نركز على شراكة استراتيجية مع دول آسيا الوسطى
التالى استعادة الوعي الوطني... قصة شعب لا يُخدع (بث مباشر)