كشف الدكتور آصف ملحم، مدير مركز جي إس إم للأبحاث والدراسات في موسكو في تصريحات خاصة لـ «تحيا مصر» عن أسباب عدم ضرب ايران مفاعل ديمونة الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الحرب التي أشعلتها إسرائيل ليست موجهة ضد إيران وإنما في الأساس إلى روسيا والدول المتحالفة معها.
إسرائيل تشعل الحرب مع إيران
وفي 13 يونيو اندلعت شرارة الحرب بين إسرائيل وإيران، بعد أن شنت إسرائيل هجوم مفاجئ على إيران استهدفت اغتالات عدد من القيادات العسكرية في الحرس الثوري، وعلماء ذرة. في هجوم جاء بالتزامن مع الجولة السادسة التي كان من المفترض أن تعقد بين الولايات المتحدة وإيران من أجل البرنامج النووي الإيراني، مما أدى إلى تعطيل الجهود الدبلوماسية وجر الدولة العبرية طهران إلى ساحة المعركة.
الضربات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة، تم خلالها استهداف العديد من المناطق الحيوية سواء في إيران وضرب مواقع عسكرية أو نفطية، في المقابل ردت طهران باستهداف منشآت حيوية في عمق تل أبيب.
روسيا الهدف الأكبر في الهجوم الإسرائيلي على إيران
وتعقيباً على الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، قال الدكتور آصف ملحم، مدير مركز جي إس إم للأبحاث والدراسات في موسكو في تصريحات خاصة لـ«تحيا مصر» أن:" روسيا يمكن أن تكون وسيط وضامن في أي اتفاقيات هذه أزمة نووية وروسيا دولة نووية وعضو دائم في مجلس الأمن.. وترتبط بعلاقات جيدة مع إسرائيل وإيران..ولكن السؤال هنا هل تقبل الأطراف التي تدعم إسرائيل هذه الوساطة؟".
وأضاف:" هل المشكلة الحقيقة تكمن في امتلاك إيران سلاح نووي نلاحظ أن بوتين من اتصل بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وليس العكس.. لذلك روسيا تحاول أن تتحمل مسؤوليتها القانونية الأخلاقية والسياسية كجزء من ضمان الأمن الدولي.. أكثر من يعرف ان إيران لاتمتلك سلاح نووي هي روسيا فجميع الأسلحة التي تمتلكها إيران هي بالأساس تكنولوجيا روسيا.. لذلك نعم قادرة أن تكون روسيا وسيط.. نعلم جميعأ أن إيران كانت ذهابة إلى جولة جديدة من المفاوضات لكن تفاجأنا جميعًا بهذا الهجوم الإسرائيلي الموضوع ليس مرتبط بالملف النووى بل مرتبط بأشياء أخرى".
إسرائيل ونشر الفوضى في المنطقة
وأوضح الخبير في الشؤون الدولية في تصريحات خاصة أن:" هذه الحرب موجهة ضد روسيا نفسها وليس ضد إيران وحدها، نعلم أن روسيا والصين ومصر وكثير من الدول أن تحاول ضمن مجموعة بريكس أو شنغهاي أحياء أو إقامة محور جديد يواجه القطب الغربي.. هذه الحرب التي قامت بها إسرائيل غير مرتبط منها البرنامج النووي بل الهدف نشر الفوضى في الإقليم الممتد من شواطئ البحر المتوسط إلى آسيا الوسط والغاية إعاقة اقامة أي تكامل الفضاء الأوراسي الكبير يضم الصين الهند وإيران والدول العربية".
وأكد أن:"لذا لن تقبل بوساطة روسيا ضد هذا الموضوع الحرب ستستمر وقد تنخفض العمليات العسكرية لأن بنك الأهداف الطرفين سيتم استنزافه".
إسرائيل أداة التنفيذ لأهداف الولايات المتحدة
وتابع قائلاً أن:" الحرب هي حرب ولايات المتحدة المعسكر الغربي وإسرائيل هي أداة التنفيذ. قد تتدخل أمريكا إذا شعرت أمن إسرائيل مهدد بالخطر لأنه تريد الحفاظ على هذه الاداة لاستخدامها في معاركها المستمرة.. هناك محاولات للقضاء على النفوذ الصيني والإيراني في المنطقة العربية.. لذا روسيا لن تقبل الوساطتها".
4 أسباب وراء عدم ضرب ايران مفاعل ديمونة
وبالحديث عن سبب امتناع إيران ضرب المفاعل النووي قال الدكتور آصف ملحم، مدير مركز جي إس إم للأبحاث والدراسات في موسكو:"مفاعل ديمونة لا يخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهذا يعني أن فيه أعمال سرية وفق الوثائق المنشورة في الإعلام أن إسرائيل تستخدمه لإنتاج البلتونيوم ويمكن استخدمه في المفاعلات النووية للطاقة بشكل عام وفي صناعة القنابل النووية.. اليورانيوم الخام يمكن تخصيبه كما تفعل إيران وصناعة القنابل النووية".
وأضاف:" استهداف المفاعل سيكون مشكلة أولاً بنية المفاعل يجب أن تكون محصنة وتحتاج إلى اطنان من القنابل الخارقة حتى تتمكن أن تدميره وفي حال حدوث ذلك سيكون هناك خطورة كبيرة من تسرب إشعاعي كبير يؤدي إلى تضرر الدول المجاورة".
ومضى يقول:" إذا قامت إيران قصف المنشأت الملحقة بالمفاعل منظومات التبريد والتهوية والتحكم وما شبه ذلك هذا أيضا خطير قد يؤدي إلى أضرار آلية التحكم وخروج المفاعل عن سيطرة وحدوث تسريب إشعاعي لا أحد يعلم بنية هذا المفاعل".
وأكد أن:" إيران حريصة على عدم قصف المفاعل لأن لديها مفاعلات نووية وتعلم خطورة هذا الموضوع.. استهداف المفاعل ديمونة هو منشآة استراتيجية حيوية كبيرة هامة لذلك لا مصلحة لإيران لقصف المفاعل الإسرائيلي".
هدف إسرائيل ضرب منشآت تخصيب اليورانيوم وليس المفاعلات النووية
وأشار ملحم في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر أن :" إسرائيل حتى لا تقصف المفاعلات النووية الآن لأنها تعلم أن ذلك سيكون له ضرر كبير اما ومنشأت التخصيب فهذا أمر آخر لكن قصفها لن يؤدي إلى تسريب إشعاعي".
وأكد أن:" إيران لن تقوم بذلك لأن لا مصلحة له سيكون له ارتدادات سياسية عكسية من جانب الدول العربية سواء مصر أو الأردن أو السعودية كلها أدانت العدوان الإسرائيلي على إيران وبالتالي لا مصلحة لإيران في هذه المرحلة من إساءة العلاقات مع هذه الدول.. الزخم السياسي الآن جيد وبالتالي خسرتها سيكون ضربة سياسية لذلك.. المفاعلات النووية يجب تفكييك عبر فريق من الخبراء المختصين في الفيزياء النووية اما تدميره بشكل مباشر فهذا خطير للغاية".