تصعيد غير مسبوق بين إيران وإسرائيل.. دعوة صينية للتهدئة ومخاوف من انزلاق إقليمي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

دخلت الأزمة بين إيران وإسرائيل مرحلة بالغة الخطورة خلال الأيام الماضية، وسط تصعيد عسكري غير مسبوق يهدد بانفجار إقليمي واسع النطاق.

 وبينما تتوالى الضربات والهجمات المتبادلة، دعت الصين، اليوم الاثنين، الطرفين إلى اتخاذ "إجراءات فورية" لخفض التوتر ومنع انجراف المنطقة نحو مزيد من الفوضى.

السياق والتطورات

بدأت الجولة الحالية من التصعيد فجر الجمعة، عندما شنت إسرائيل عملية عسكرية مفاجئة أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت من خلالها مواقع إيرانية حساسة، من بينها منشآت نووية ومقار لقيادات عسكرية بارزة. وأسفرت الضربة عن مقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين وتدمير بنى تحتية مرتبطة ببرنامج طهران النووي، بحسب الرواية الإسرائيلية.
وعلى إثر هذا الهجوم، توعدت إيران بـ"فتح أبواب الجحيم" على إسرائيل، في خطاب يعكس تحوّلاً من الردع إلى الانتقام المباشر. 

وأطلقت طهران وابلاً من الصواريخ الباليستية تجاوز عددها المئات، ما أسفر عن مقتل 24 شخصاً على الأقل في الجانب الإسرائيلي، إضافة إلى أضرار مادية جسيمة.

موقف الأطراف

إسرائيل أكدت أن هدف العملية الحالي لا يتمثل في تغيير النظام الإيراني، بل في "تفكيك البرنامج النووي الإيراني" و"شل قدراته الصاروخية"، وهو ما يشير إلى تحول نوعي في أهداف إسرائيل العسكرية يتجاوز مجرد الردع إلى الاستهداف المباشر لبنية البرنامج الدفاعي الإيراني.

إيران من جهتها، اعتبرت الهجوم الإسرائيلي إعلان حرب غير مباشر، وأكدت أنها تحتفظ بحق الرد الكامل، وهو ما يُنذر بمزيد من التصعيد في الأيام القادمة، خاصة في ظل احتمالات انخراط حلفاء إيران في المنطقة (مثل "حزب الله" في لبنان أو ميليشيات عراقية وسورية).

الصين، التي ترتبط بعلاقات قوية مع طهران ومصالح استراتيجية مع تل أبيب، تدخلت دبلوماسياً بدعوة لخفض التصعيد. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، غيو جياكون، إن بلاده "تحث الأطراف كافة على التهدئة الفورية وتجنيب المنطقة المزيد من الاضطرابات، وتهيئة الظروف للعودة إلى الحوار"، ما يعكس قلق بكين من التداعيات الاقتصادية والسياسية للصراع على استقرار الإقليم الذي يمثل ركيزة مهمة في مبادرة "الحزام والطريق".

المخاطر الإقليمية

القلق الدولي يتزايد من احتمالات اتساع رقعة الحرب، خاصة في ظل التهديدات المتبادلة، واستخدام الطرفين أسلحة استراتيجية مثل الصواريخ الباليستية.

 كما أن استمرار العملية لأيام أو حتى أسابيع، كما لوّحت تل أبيب، قد يدفع لاشتباك إقليمي موسّع يشمل أطرافاً ثالثة، ويضع الشرق الأوسط على شفا مواجهة واسعة.

قراءة في الخلفية

هذا التصعيد يأتي في سياق توترات متصاعدة منذ شهور بين إيران وإسرائيل، على خلفية البرنامج النووي الإيراني واتهامات متبادلة بشن هجمات سيبرانية واستهداف شخصيات حساسة. لكن العملية الأخيرة تمثل نقلة نوعية في طبيعة المواجهة، حيث انتقلت من حرب الظل إلى صدام مباشر ومعلن، الأمر الذي يعيد رسم قواعد الاشتباك في المنطقة.
يقف الشرق الأوسط على حافة هاوية استراتيجية، في وقت تنشغل فيه القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين بمحاولات احتواء التوتر، وإن كان غياب موقف غربي موحد يعقّد الجهود الدبلوماسية. 

وحتى الآن، تبدو كل من إيران وإسرائيل متمسكتين بخيار القوة، ما يجعل السيناريو الأسوأ – حرب إقليمية مفتوحة – احتمالاً قائماً إذا لم تنجح الضغوط الدولية في تهدئة الموقف.

يتطلب الوضع الحالي تحركاً دبلوماسياً عاجلاً من مجلس الأمن، مع وساطة من قوى محايدة كالصين أو الأمم المتحدة، لتفادي توسع رقعة الاشتباك ووضع حد للهجمات المتبادلة عبر اتفاق تهدئة مشروط.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أسوان تُعلن جاهزيتها لامتحانات الثانوية العامة 2025
التالى إزالة 47 حالة تعدي واسترداد 316 فدانًا زراعيًا بمركز إسنا بالأقصر