قضت محكمة مستأنف جنايات شمال القاهرة، المنعقدة في مجمع محاكم العباسية، بتخفيف العقوبة الصادرة بحق المتهم السوداني بقتل والدته في منطقة مصر القديمة، من الإعدام إلى السجن المشدد لمدة 10 سنوات.
وجاء في أوراق القضية رقم 315 لسنة 2024 جنايات قسم مصر القديمة، والمقيدة برقم 1556 لسنة 2024 كلي جنوب القاهرة، أن المتهم "م. ع."، ويبلغ من العمر 38 عامًا، مهندس حاسب آلي ويحمل الجنسية السودانية، أقدم على قتل والدته دون سبق إصرار أو ترصد، باستخدام أداة حادة "شوكة"، حيث باغتها بطعنات قاتلة أودت بحياتها داخل منزل الأسرة بدائرة القسم في العاشر من يناير الماضي.
وأسفرت التحريات وأقوال الشهود عن أن المتهم كان معتادًا على تعاطي المواد المخدرة، حيث ثبت من تحقيقات النيابة العامة تعاطيه لمواد مخدرة من نوع "الميثامفيتامين" و"الأمفيتامين"، إضافة إلى الحشيش، في غير الأحوال المصرح بها قانونًا.
وتضمن قرار الإحالة الصادر من النيابة العامة أن المتهم قام باحتجاز والدته داخل المنزل، قبل أن يوجه لها طعنات قاتلة مستخدمًا الشوكة، ثم تركها تنزف حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وسط حالة من الرعب داخل محيط مسرح الجريمة.
وجاءت شهادة أحد الشهود، ويدعى "مؤمن. م"، لتؤكد أن المجني عليها اتصلت به وطلبت مساعدته، وأبلغته بتعرضها للاحتجاز والطعن من قبل نجلها، قبل أن تفارق الحياة، وهو ما دعم رواية الاعتداء العنيف والمتعمد.
ورغم فداحة الجريمة، فقد قبلت المحكمة الطعن المقدم على الحكم الأول، الذي كان يقضي بعقوبة أشد، وقررت تخفيفها إلى السجن المشدد 10 سنوات، بعدما تبين للمحكمة وجود معطيات متعلقة بالحالة النفسية للمتهم، وسوابقه في تعاطي المخدرات.
وقد تم نقل المتهم إلى محبسه لتنفيذ العقوبة، في حين تباشر النيابة العامة مراجعة ملف الواقعة من كافة جوانبه، فيما خلفت الجريمة صدمة كبرى بين أهالي المنطقة، الذين استنكروا الجريمة المروعة، لا سيما أنها ارتكبت بحق الأم، رمز الرحمة والأمان.