يمثل مضيق هرمز شريانًا حيويًا لنقل الطاقة من الخليج العربي إلى الأسواق العالمية، حيث تمر عبره غالبية صادرات النفط الخام من السعودية، إيران، الإمارات، الكويت والعراق، وجميعها دول أعضاء في منظمة "أوبك".
كما تنقل قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، قرابة 100% من صادراتها عبر المضيق، ما يعادل نحو ربع استهلاك العالم من الغاز المسال.
ورغم مساعي بعض دول الخليج لإيجاد بدائل، فإن هذه البدائل تظل محدودة، فالسعودية تعتمد جزئيًا على "خط شرق-غرب" الذي يربط الحقول في الشرق بميناء ينبع على البحر الأحمر، فيما تستخدم الإمارات "خط حبشان – الفجيرة" لتفادي المرور عبر المضيق.
ووفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، هذه الخطوط لا تستوعب إلا جزءًا صغيرًا من الكميات المصدّرة عبر المضيق، ويُقدّر أن هناك 2.6 مليون برميل يوميًا من الطاقة غير المستغلة فقط.
تداعيات إغلاق مضيق هرمز
وفي حال إغلاق مضيق هرمز، فإن تداعيات ذلك ستكون هائلة، إذ سيُهدّد الإغلاق بتوقف شبه كامل لتصدير النفط الخليجي إلى آسيا، وقد يتعقّد الوضع إذا ما أغلقت جماعة الحوثي اليمنية مضيق باب المندب، مما يعزل الخليج عن الأسواق الآسيوية بشكل شبه تام.
إيران، رغم تهديداتها بإغلاق المضيق، ستكون من أكبر الخاسرين، إذ تصدّر عبره النسبة الكبرى من نفطها، خصوصًا إلى الصين.
كما ستتضرر دول أوروبية مثل إيطاليا وإسبانيا واليونان، التي تستورد النفط الإيراني بترتيبات ائتمانية، بحصة يومية تصل إلى 450 ألف برميل – ما يعادل 18% من صادرات إيران.
تأثير إغلاق مضيق هرمز على الغرب
أما الولايات المتحدة والدول الغربية، فستواجه أزمة طاقة وارتفاعًا حادًا في الأسعار، رغم أنها لا تعتمد بشكل مباشر على نفط الخليج.
يجدر الإشارة إلى أن إغلاق المضيق لا يهدد فقط إمدادات الطاقة، بل يرسم ملامح تغير جذري في معادلات الجغرافيا السياسية والاقتصادية العالمية.