كيف ضللوا طهران؟

كيف ضللوا طهران؟
كيف
      ضللوا
      طهران؟

 

قبل ساعات من الهجوم على إيران، وصل نتنياهو إلى الحائط الغربي برفقة الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، ودفن مذكرة كتب فيها ملاحظة: ": "شعبٌ كالأسد يقوم، وكالأسد يرتفع" (سفر العدد، الإصحاح ٢٣، الآية ٢٤). ودفن الملاحظة بين أحجار الحائط الغربي"، في اللحظات الهامة يظهر نتنياهو المتدين. وهذه ليست أول مرة يزور فيها نتنياهو الحائط الغربي قبل أي عملية.

وربما اليوم هو نفذ ما عد به لسنوات، حيث أعلن مرارًا وتكرارًا عدم سماحه لإيران بأن تصبح قوة نووية، اليوم وُضعت هذه السياسة موضع الاختبار. وهذه المرة، لم تتراجع إسرائيل، والغريب أن الهجوم لم يكن مفاجئًا، فقد علم الإيرانيون بالهجوم المرتقب، ومع ذلك تكبدوا ضربة موجعة.

الهجوم لم يقرر فقط بسبب انهيار المفاوضات أو الأنشة النووية الأخيرة، بل جاء بعد سنوات من التخطيط الدقيق وجمع المعلومات الاستخبارية، الذي شمل ثلاثة محاور رئيسية:

المحور الأول: نشر أسلحة دقيقة في الأراضي الإيرانية. عملت فرق كوماندوز الموساد في وسط إيران، ونشرت أنظمة تشغيلية لأسلحة موجهة عالية الدقة في مناطق مفتوحة بالقرب من مواقع صواريخ أرض-جو. مع بدء الهجوم الإسرائيلي، تم تدريب الأنظمة وإطلاق الصواريخ على الأهداف في آنٍ واحد وبدقة عالية.

المحور الثاني: الجزء الثاني تضمن مهاجمة أنظمة الدفاع من داخل المركبات. خلال هجوم موازٍ، نُشرت وسائل هجومية مُموّهة على مركبات هُرّبت سرًا إلى إيران. أُطلقت أنظمة وتقنيات هجومية متطورة على أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، وأُبطلت فعاليتها تمامًا، كما زُعم، لإتاحة حرية عمل كاملة لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي.

اعتمد الجزء الثالث من الهجوم على طائرات مُسيّرة تعمل من الداخل. وكُشف أيضًا أنه قبل الهجوم بوقت طويل، أُنشئت قاعدة طائرات مُسيّرة مُتفجرة، على يد عملاء الموساد، بالقرب من العاصمة طهران. تم تفعيل الطائرات المُسيّرة ليلًا، وأُطلقت على منصات إطلاق صواريخ أرض-أرض في قاعدة أشفق آباد، أحد المواقع الرئيسية التي تُشكّل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل.

ومع بدء الهجوم الإسرائيلي، وبالتوازي مع هجمات سلاح الجو في أنحاء إيران، تم تدريب الأنظمة وتفعيلها، وإطلاق الصواريخ الدقيقة مباشرة على الأهداف دفعة واحدة وبدقة كبيرة.

في الأيام الأخيرة بدأت إسرائيل حمل تضليل واسعة تمهيدًا للهجوم:

بدأت بالإعلان عن الاجتماع يوم الخميس حيث وصفت بانه اجتماع مجلس الأمن القومي بغرض مناقشة مفاوضات الرهائن، لكنه كان من أجل اتخاذ القرار النهائي بالهجوم، وبمجرد دخولهم إلى المنتدى الآمن، وافقت الحكومة بالإجماع على العملية العسكرية، ووقع كل وزير على اتفاقية صارمة لعدم الإفصاح، والمعروفة باسم وثيقة "شومر سود" ("حارس السر")، ومن عرفوا بالأمر هم: "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ومدير الموساد ديفيد (ديدي) برنياع، وكبار رؤساء الدفاع".

وقبل ذلك،:أبلغ مساعدو نتنياهو الصحفيين أنه يخطط لقضاء عطلة عائلية في الجليل وسوف يحضر حفل زفاف ابنه أفنير يوم الثلاثاء المقبل، مما عزز الانطباع بأنه لا يوجد عمل عسكري كبير وشيك

وفي إطار خطة التضليل، أصدر مكتب نتنياهو بيانًا زعم فيه أن ديرمر وبارنيا سيتوجهان إلى واشنطن يوم الجمعة للقاء المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لحضور " جولة سادسة " من المحادثات النووية الإيرانية الأمريكية في عُمان - وهي محادثات غير قائمة، والحقيقة أن الرجلان لم يغادرا إسرائيل.

كما أنه للمرة الأولى، رفض مكتب نتنياهو نفي التصريحات الملفقة التي تصف الخلاف بين رئيس الوزراء والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن ضربة محتملة، مما خلق شعورًا بوجود خلاف دبلوماسي وخفض مستويات التأهب الإيرانية بشكل أكبر.

والمفاجأة أنه تم تضخيم الخلافات الداخلية حول قانون التجنيد في الجيش لإسرائيلي، وتكهنات بانهيار الائتلاف. وقال المصدر: "لقد كان ذلك ستارًا دخانيًا مثاليًا"، مضيفًا أن المسؤولين الأمريكيين كانوا على دراية كاملة بالوضع رغم هذه المسرحية العلنية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مسعودان يُعلّق .. "في كرة القدم الحديثة ⚽ ما نلومش محرز، اللوم يقع على المجموعة ككل???? "
التالى ممثل إيران لدى الأمم المتحدة: نتنياهو أعلن أن الهجوم على إيران يعني نهاية للمفاوضات والدبلوماسية