شنت إسرائيل فجر الجمعة، عملية عسكرية واسعة ضد أهداف داخل إيران، أطلقت عليها الاسم الرمزي "الأسد الصاعد"، واستهدفت من خلالها مواقع وصفتها بـ"الحساسة" في عمق الأراضي الإيرانية، في تصعيد كبير اعتبره مراقبون أخطر تطور في التوتر المستمر بين الجانبين.
وفي خطاب تلفزيوني، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن بدء العملية، مؤكدًا أنها تهدف إلى "دحر الخطر الإيراني الذي يهدد بقاء دولة إسرائيل"، وفق تعبيره، حسبما أفادت شبكة سي إن إن الأمريكية.
وأضاف أن العملية "ستستغرق عدة أيام"، وستتركز على تحييد القدرات الإيرانية التي تُصنفها إسرائيل كوجودية، وفي مقدمتها برنامج طهران النووي.
وبحسب ما أعلنه نتنياهو، فقد استهدفت العملية منشأة نطنز النووية، التي تُعد مركزًا أساسيًا لتخصيب اليورانيوم في إيران، كما شملت الضربات اغتيالات دقيقة لعدد من كبار القيادات العسكرية، من بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري، واللذان أُعلن مقتلهما خلال الهجوم.
لماذا سميت إسرائيل العملية بـ الأسد ؟
وسائل إعلام إسرائيلية كشفت أن العملية تمت عبر أكثر من 100 طائرة مقاتلة شاركت في توجيه الضربات بدقة عالية، مشيرة إلى أن اسم العملية "الأسد الصاعد" مستلهم من نص توراتي في "سفر العدد"، يصف قومًا ينهضون كالشِبل ولا ينامون حتى يفتكوا بأعدائهم ويشربوا من دمائهم. وهو ما يعكس الطابع الرمزي والديني الذي تضفيه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على بعض عملياتها الكبرى.
من جانبها، لم تتأخر إيران في الرد، حيث أطلقت على عمليتها المضادة اسم "الوعد الصادق 3"، والتي تمثلت في وابل من الصواريخ والطائرات المسيّرة، قُدر عددها بحوالي 800، استهدفت عمق الأراضي الإسرائيلية، بحسب ما أوردته وسائل إعلام رسمية في طهران.
هذا التبادل العسكري الخطير ينذر بتصعيد إقليمي واسع، في وقت تتسارع فيه التحذيرات الدولية من انزلاق الشرق الأوسط نحو مواجهة شاملة يصعب احتواؤها، كما تشير التحركات الدبلوماسية المكثفة، واستدعاءات السفراء، إلى أن الساعات المقبلة قد تحمل تطورات أكثر حدة على الصعيدين الميداني والسياسي.