أكد الباحث السياسي أحمد كامل البحيري، أن المسؤول الرئيسي عن انهيار المفاوضات وتدهور الأوضاع في المنطقة هو الطرف الذي بدأ العدوان، في إشارة إلى إسرائيل، مشددًا على أن تل أبيب، بدعم من واشنطن، تسعى إلى فرض خيار عسكري يسبق أي مسار دبلوماسي.
وأضاف، عبر مداخلة لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن العمليات الإسرائيلية الأخيرة، سواء تلك التي استهدفت طهران أو الهجمات المتتالية في جنوب لبنان خلال الأشهر الماضية، تكشف عن نية مبيتة لتوسيع رقعة المواجهة في المنطقة، وهو ما ينذر بانزلاق الأمور إلى حرب شاملة إذا لم يتم ضبط التصعيد سريعًا.
وأشار إلى أن حكومة نتنياهو اليمينية لم تحسم بعد ما إذا كانت بصدد شن حرب إخضا" تهدف إلى كبح نفوذ إيران الإقليمي، أم "حرب إسقاط" تستهدف قلب النظام الإيراني بالكامل، لافتًا إلى أن طبيعة الأهداف التي طالت مواقع حساسة وقيادات أمنية تشير إلى أن إسرائيل تميل إلى سيناريو الإخضاع لا الإطاحة.
ونوه البحيري، إلى أن الرد الإيراني سيتوقف على ما إذا كانت طهران ستختار ما وصفه بـ"الردع"، موضحًا أن الردع يتطلب استهدافًا نوعيًا يوازي حجم الضربة الإسرائيلية ويغيّر قواعد الاشتباك، بينما الرد التقليدي قد يكون أقرب إلى نماذج سابقة.
وأردف أن القدرات الجوية الإيرانية تعاني من محدوديات واضحة، مثل نقص الطائرات المقاتلة بعيدة المدى والطائرات الخاصة بالتزود بالوقود، فضلًا عن الحواجز الجغرافية والرادارات المتقدمة في دول الجوار، ما يجعل الاعتماد الأكبر على الصواريخ الباليستية في أي رد محتمل.
وتابع أن الجانب الأمريكي، رغم تظاهره بالرغبة في استمرار المفاوضات، يبعث برسائل مزدوجة، إذ تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا عن إمكانية توجيه ضربات مستقبلية أكثر قسوة لطهران، وهو ما يتناقض مع أي نوايا حقيقية للحوار.